الحرب في زمن الكوليرا.. السودان بين نارين

profile
  • clock 31 مايو 2025, 11:42:55 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: شيماء مصطفى

يعيش السودان واحدة من أسوأ أزماته الإنسانية، حيث يتقاطع تفشي وباء الكوليرا مع حرب أهلية مدمرة، مما يهدد حياة الملايين، خاصة الأطفال، ويضع النظام الصحي الهش على حافة الانهيار.

تصاعد الوباء وسط انهيار الخدمات

منذ إعلان تفشي الكوليرا في أغسطس 2024، سجلت وزارة الصحة السودانية أكثر من 30,000 حالة إصابة، بينها 887 حالة وفاة، في أكثر من 12 ولاية، بما في ذلك القضارف وكسلا ونهر النيل والنيل الأبيض. تزامن ذلك مع تدهور حاد في الخدمات الصحية، حيث أفادت منظمة الصحة العالمية بأن 39% من المرافق الصحية مدمرة أو غير عاملة، و90% من مرافق الخرطوم خارج الخدمة.

الأطفال في عين العاصفة

تقدر اليونيسف أن أكثر من 3.4 مليون طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا وأمراض وبائية أخرى، مثل الحصبة والملاريا، نتيجة انخفاض معدلات التطعيم وتدمير البنية التحتية للصحة والمياه والصرف الصحي. في ولاية النيل الأبيض وحدها، يواجه 292,000 طفل خطر الكوليرا، وقد تم تسجيل 2,700 حالة إصابة و65 حالة وفاة، بينهم عشرة أطفال.

جهود إغاثية تواجه تحديات أمنية

في محاولة للحد من تفشي الوباء، أرسلت اليونيسف 1.4 مليون جرعة من لقاح الكوليرا إلى السودان، إضافة إلى 404,000 جرعة سابقة، بهدف تطعيم 1.81 مليون شخص في الولايات الأكثر تضررًا. كما دعمت المنظمة البلاد بـ190,000 جرعة من لقاح الملاريا. إلا أن هذه الجهود تواجه تحديات كبيرة بسبب انعدام الأمن والهجمات على المرافق الصحية، مما يعيق وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة.

شهادة من الميدان

يقول فرانك روس كاتامبولا، المنسق الطبي لأطباء بلا حدود: "يموت الناس بسبب الكوليرا الآن؛ لذلك فإننا نناشد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتمويل الأنشطة وتوسيع نطاقها، لا سيما خدمات المياه والصرف الصحي، التي تعتبر حاسمة لوقف التفشي المميت".

نداء عاجل للمجتمع الدولي

مع استمرار الحرب وتفشي الأوبئة، يواجه السودان كارثة إنسانية غير مسبوقة. تدعو المنظمات الإنسانية المجتمع الدولي إلى تقديم دعم عاجل لتوفير المياه النظيفة، وتعزيز خدمات الصرف الصحي، وتوسيع حملات التطعيم، لضمان بقاء الأطفال والأسر على قيد الحياة في هذه الظروف القاسية.

التعليقات (0)