-
℃ 11 تركيا
-
26 يونيو 2025
الحرب على إيران تنتهي… والمقاومة في غزة تبدأ مرحلة جديدة
تحولات استراتيجية في الإقليم
الحرب على إيران تنتهي… والمقاومة في غزة تبدأ مرحلة جديدة
-
26 يونيو 2025, 12:59:10 م
-
415
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
تحولات استراتيجية في الإقليم بعد توقف العدوان الإسرائيلي على إيران
شهدت المنطقة تحولًا كبيرًا مع انتهاء الحرب الإسرائيلية على إيران، وهو الحدث الذي أعاد خلط الأوراق في الشرق الأوسط وفرض واقعًا جديدًا على أكثر الجبهات اشتعالًا: غزة.
فبعد أسابيع من التصعيد بين تل أبيب وطهران، وشن إسرائيل ضربات محدودة على منشآت نووية إيرانية، بدا واضحًا أن تل أبيب فشلت في تحقيق أهداف استراتيجية عميقة، ما دفعها للتهدئة، ولو مرحليًا، أمام ضغوط داخلية ودولية.
ما بعد إيران: هل تُشعل إسرائيل جبهة غزة من جديد؟
توقف التصعيد مع إيران لا يعني أن إسرائيل تسعى نحو السلام، بل على العكس، يرى محللون أن العدوان على غزة قد يشهد تصعيدًا جديدًا، في محاولة من حكومة بنيامين نتنياهو لتعويض الإخفاق في طهران واستعادة صورة "الردع"، خاصة مع تفاقم أزماتها الداخلية واحتدام الانتقادات لحربها المستمرة منذ أكتوبر 2023.
ومع عودة الأنظار نحو غزة، يبدو أن الاحتلال بصدد تنفيذ سياسات أكثر تطرفًا في ملف المساعدات، والحصار، وربما التوسع الميداني في مناطق جديدة داخل القطاع.
المقاومة: من الدفاع إلى المبادرة
في المقابل، تشير معطيات ميدانية وتصريحات قيادية من فصائل المقاومة الفلسطينية إلى أن مرحلة جديدة بدأت تتشكل. فالخبرات المتراكمة، والتكتيكات التي تم تطويرها طيلة الشهور الماضية، والتنسيق الإقليمي المتصاعد، خصوصًا مع محور المقاومة الذي صمد خلال المواجهة مع إسرائيل في إيران ولبنان والعراق واليمن، تعزز رؤية المقاومة حول انتقالها من وضعية الدفاع إلى المبادرة التكتيكية.
ومع الحديث عن حرب استنزاف طويلة في غزة، تتجه المقاومة نحو توسيع حضورها الشعبي، وتعزيز صمود الجبهة الداخلية، ما يصعّب على الاحتلال فرض أي معادلات ميدانية حاسمة.
الحسابات الإقليمية: تحالفات تعيد تشكيل المعركة
لا يمكن فصل ما يجري في غزة عن السياق الإقليمي العام. فالحرب على إيران، رغم قصر مدتها، كشفت تطورًا نوعيًا في التنسيق بين أطراف محور المقاومة، وتراجعًا واضحًا في قدرة إسرائيل على خوض حرب متعددة الجبهات.
وفي ظل هذه المعطيات، تتموضع غزة الآن في قلب معادلة إقليمية جديدة، حيث يتكامل الدور العسكري مع البُعد السياسي والدبلوماسي في المواجهة مع الاحتلال، وتُعاد قراءة العلاقة بين الملفين الإيراني والفلسطيني ليس كجبهتين منفصلتين، بل كمكونين متكاملين ضمن صراع أوسع مع الاحتلال والهيمنة الغربية.
المشهد القادم: هل نحن على أعتاب مرحلة كسر الحصار؟
المرحلة القادمة في غزة مرشحة لأن تكون مفصلية، فالمقاومة تدرك أن الاحتلال يواجه أزمة ردع متصاعدة، وتعي كذلك أن التوازنات الدولية لم تعد تميل بالكامل لصالح إسرائيل كما في السابق، خصوصًا مع اتساع رقعة التضامن الدولي، والانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه.
وفي ظل استمرار جرائم الحرب وسياسة التجويع الممنهج، قد تتحول المواجهة في غزة إلى عنوان رئيسي لإعادة تعريف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي برمته، وربما لفرض معادلات جديدة تبدأ من كسر الحصار ولا تنتهي بمرحلة التحرير الشامل.









