مشهد انتخابي معقد ورسائل شعبية خفية

الجنوب اللبناني تحت القصف الانتخابي والغارات الجوية: هدنة هشة ومزاج شعبي يتبدل

profile
  • clock 27 مايو 2025, 5:48:02 م
  • eye 427
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

في مشهد يعكس ازدواجية الحياة في لبنان بين الديمقراطية الهشة والتهديدات الأمنية المستمرة، يشهد الجنوب اللبناني توترات ميدانية وسياسية تتزامن مع اختتام الانتخابات البلدية والاختيارية. هذه الانتخابات لم تكن، كما في السابق، استحقاقًا روتينيًا، بل تحولت إلى مرآة تعكس تحولات صامتة في المزاج الشعبي داخل بيئة كانت تعتبر محصنة سياسيًا.

غارات إسرائيلية في ظل هدنة مهددة

في الوقت الذي تجري فيه العمليات الانتخابية، يتواصل القصف الإسرائيلي على الجنوب والبقاع، ما يُعد انتهاكًا صارخًا للهدنة الهشة التي بالكاد تصمد. ويطرح هذا الوضع الميداني المعقد سؤالًا وجوديًا أمام المجتمع الجنوبي: كيف يمكن لشعب يعيش تحت نيران مستمرة أن يُمارس حقه في المحاسبة والتغيير؟

مشهد انتخابي معقد ورسائل شعبية خفية

جنوب لبنان، المنهك من الدمار والإهمال، رسم خريطة انتخابية مركبة، عكست مزيجًا من الغضب، الإحباط، والرغبة في التغيير. فبين قرى مهمشة وشباب تائه، برزت إشارات إلى تململ اجتماعي قد لا يُترجم إلى تغييرات جذرية في النتائج، لكنه يؤسس لتحولات قادمة.

توترات داخلية تهز "الثنائية الشيعية"

من أبرز مشاهد الانتخابات هذه الدورة، كانت المواجهات بين أنصار حزب الله وحركة أمل في أكثر من بلدة، ما كشف عن اهتزاز في التنسيق التقليدي بين الحليفين. وقال أحد الناشطين من جنوب صور: "الناس ملت من الاستفراد، وتريد أن ترى لصوتها أثرًا حقيقيًا، لا مجرد تأييد صامت".

شبعا: دمار يدفع نحو انتخاب سياسيين لا مُنَظّرين

في بلدة شبعا ذات الغالبية السنية، والتي عانت من تدمير جزئي بسبب الحرب الأخيرة رغم عدم انخراطها في النزاع، ساد توجه لاختيار مجلس بلدي يعكس هوية سياسية واضحة. الأهالي، كما أكد رجال الأعمال والمخاتير، أرادوا مجالس تتحدث باسمهم لا باسم غيرهم، خصوصًا بعد أن شعروا بتخلي الأطراف السياسية عنهم في لحظات الدمار.

فُتور شيعي وتراجع الحماسة لدى المؤيدين

في مناطق ذات أغلبية شيعية كمدينة النبطية، ظهرت مؤشرات فتور انتخابي ملحوظ، إذ لم تكن الحماسة كما في السنوات السابقة، حتى بين المناصرين التقليديين. وقالت معلمة من المدينة: "لا يصح أن تذهبي إلى الصندوق وأنتِ تشعرين أن أحدًا قرر نيابة عنك".

اللوائح المستقلة... بداية لتحولات قاعدية

في البلدات متوسطة الحجم، حاولت اللوائح المستقلة والعائلية خوض المعركة خارج الاصطفافات الحزبية، وتمكنت في بعض الأحيان من إحداث خروقات رمزية. وقال أحد الناشطين البيئيين: "لا نواجه الأحزاب، لكن نريد إعادة القرار إلى الناس، وليس إلى المكاتب السياسية".

الجنوب يصوت... ويفكر

في الختام، لم تسقط صناديق الاقتراع القوى السياسية التقليدية، لكنها أظهرت تصدعات في جدران الثقة بينها وبين الناس. وكما قال مختار سابق: "الجنوب لم يعد فقط يصوت، بل يفكر، يغضب، ويجرب، وقد يحمل المستقبل مفاجآت أكثر جرأة، تتجاوز السؤال المعتاد: مع من أنت؟ إلى سؤال أكثر عمقًا: إلى أين تمضي؟"

التعليقات (0)