تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: عمرو المصري

قالت هيئة البث العبرية، إن الحكومة الإسرائيلية تدرس تقليص كميات المياه المخصصة لشمال قطاع غزة، فيما بدأت بإصلاح خطي مياه مباشر إلى جنوب القطاع، استعداداً لخطة تهجير الفلسطينيين ضمن احتلال كامل للمدينة. وأكدت الهيئة أن هذه الخطوة تأتي بموافقة القيادة السياسية في تل أبيب، في إطار الاستعداد لنقل مئات آلاف الفلسطينيين نحو الجنوب.

وتأتي هذه الإجراءات وسط استمرار استخدام إسرائيل لسلاح التعطيش في حربها ضد غزة، إلى جانب التجويع المتعمد وإعاقة دخول المساعدات الإنسانية إلى السكان، ما يزيد من حدة الأزمة المعيشية ويضغط على المدنيين خلال فترة التوتر العسكري.

تاريخ من التعطيش

منذ يناير 2025، قطعت إسرائيل مياه شركة "ميكروت" التي كانت تغذي محافظات غزة بالمياه، وفق بيان سابق للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة. وأوضح البيان أن الجيش الإسرائيلي قام أيضاً في 9 مارس 2025 بقطع آخر خط كهرباء يغذي محطة تحلية المياه المركزية جنوب مدينة دير البلح، ما أوقف إنتاج كميات كبيرة من مياه الشرب وزاد الأزمة المائية سوءًا.

هذا الإجراء يعكس نهج الاحتلال في استخدام الموارد الأساسية كسلاح للضغط، حيث تتزامن عمليات قطع المياه والكهرباء مع هجمات عسكرية شاملة تهدف إلى تهجير السكان والسيطرة على المدن الرئيسية في القطاع.

خطة احتلال غزة

وافق وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأربعاء على خطة احتلال مدينة غزة، والتي تحمل اسم "عربات جدعون 2"، رغم جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق ورفض حماس لأي تأخير في صفقة التبادل. وتبدأ الخطة بالتهجير التدريجي لسكان مدينة غزة البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.

وفي المرحلة الثانية تشمل الخطة احتلال مخيمات اللاجئين في وسط القطاع، التي دُمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها، مع نقل أكثر من 800 ألف فلسطيني إلى مناطق وصفها الاحتلال بـ"الإنسانية" جنوب القطاع. كما يشمل المخطط إنشاء ملاجئ ومستشفيات ميدانية وبنى تحتية للمياه، وسط تقديرات بإتمام هذه التحضيرات خلال نحو ثلاثة أسابيع.

دعم أمريكي وإبادة جماعية

منذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري في غزة، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف هذه الانتهاكات. وأسفرت الإبادة حتى الآن عن 62,192 شهيداً و157,114 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، إضافة إلى مجاعة أزهقت أرواح 271 شخصاً بينهم 112 طفلاً.

توضح هذه الأرقام حجم الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة، وما تزال المناطق المختلفة تتعرض للقصف والتهجير، في ظل صمت دولي غير كافٍ لوقف الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين الأبرياء.