نداء إنساني عاجل

فصائل المقاومة الفلسطينية: نطالب بتدخل دولي عاجل لوقف المجاعة وإنقاذ غزة

profile
  • clock 23 أغسطس 2025, 2:18:13 م
  • eye 417
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

دعت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم السبت، المجتمع الدولي وخاصة الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف، إلى التحرك الفوري وفق البروتوكولات الدولية الخاصة بالتعامل مع المجاعات، وذلك من خلال التدخل الإنساني العاجل وفتح الممرات الآمنة لإدخال الغذاء والدواء إلى قطاع غزة دون قيد أو شرط.

نداء إنساني عاجل

في بيان صحفي صدر عن الفصائل، أكدت أن الوضع في غزة بلغ مستوى الكارثة الإنسانية، حيث يواجه مئات الآلاف من السكان الموت جوعًا وعطشًا، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار المشدد منذ 7 أكتوبر 2023.

وشددت الفصائل على أن المجتمع الدولي أمام اختبار إنساني صارخ، داعية إلى تحمل المسؤوليات الأخلاقية والقانونية تجاه ما يجري في غزة من إبادة جماعية وتجويع قسري يخالف القوانين الدولية والإنسانية.

دعوة للدول العربية والإسلامية

وجهت الفصائل نداءً إلى الدول العربية والإسلامية بضرورة الانتقال من مرحلة البيانات الشكلية والبيانات الدبلوماسية إلى خطوات عملية حقيقية لكسر الحصار، وإنقاذ ما تبقى من المدنيين المحاصرين في غزة.

وقالت في البيان: "أهلنا يواجهون الموت بفعل الجوع وجرائم الحرب، والمطلوب اليوم أفعال حقيقية تعكس المسؤولية القومية والدينية، لا مجرد بيانات شجب واستنكار."

دعوة الشعوب إلى النفير العام

لم تقتصر دعوة الفصائل على الحكومات، بل شملت أيضًا الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، حيث طالبتهم بـ"النفير العام نصرة للمحاصرين المجوعين في غزة، بكل الوسائل الشعبية والضغط السياسي".

وأكدت أن المعركة في غزة ليست معركة الفلسطينيين وحدهم، بل معركة الإنسانية جمعاء في مواجهة الخطر الإسرائيلي الداهم، الذي يتجاوز حدوده الجغرافية ليهدد المنطقة بأسرها.

المجاعة في غزة واقع مأساوي

بحسب البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن الحصار والعدوان خلّفا مجاعة واسعة النطاق أودت بحياة 271 شخصًا، بينهم 112 طفلًا. كما أن مئات الآلاف من السكان يعيشون في ظروف صعبة، مع انعدام شبه كامل للغذاء والمياه الصالحة للشرب، إلى جانب نقص الدواء والمستلزمات الطبية الأساسية.

وأشارت المنظمات الإنسانية إلى أن الوضع الحالي يتجاوز مجرد "أزمة إنسانية" ليصل إلى مستوى الإبادة بالتجويع، وهو ما يتعارض مع القوانين الدولية واتفاقيات جنيف.

حصيلة الضحايا منذ 7 أكتوبر

منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، ارتكب الاحتلال – بدعم أمريكي – سلسلة من الجرائم التي وصفتها المنظمات الحقوقية الدولية بـ"الإبادة الجماعية". وتشمل هذه الجرائم القتل المباشر، التهجير القسري، التدمير الممنهج للبنية التحتية، إضافة إلى سياسة التجويع الجماعي.

ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقد بلغ عدد الشهداء 62,192 شهيدًا، فيما ارتفع عدد المصابين إلى 157,114 مصابًا، معظمهم من الأطفال والنساء. كما سُجل أكثر من 9 آلاف مفقود، إلى جانب نزوح مئات الآلاف من منازلهم، ليعيشوا في ظروف مأساوية داخل مراكز الإيواء المكتظة.

تجاهل الأوامر الدولية

رغم صدور قرارات واضحة من محكمة العدل الدولية تدعو إلى وقف الإبادة الجماعية وفتح ممرات إنسانية، إلا أن إسرائيل – وفقًا للفصائل – تجاهلت هذه الأوامر بشكل كامل، واستمرت في عدوانها على المدنيين العزل.

وترى الفصائل أن هذا التجاهل يعكس ازدواجية المعايير الدولية، حيث لم تُتخذ أي خطوات عملية لوقف الجرائم أو لمحاسبة المسؤولين عنها.

المقاومة: غزة ليست وحدها

أكدت الفصائل أن غزة تمثل خط الدفاع الأول عن الأمة، وأن معركتها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ليست معركة محلية بل قضية عالمية. وقالت في بيانها: "إن معركة غزة هي معركة الكرامة والحرية، ولن تكون معركة الفلسطينيين وحدهم، بل معركة كل الأحرار في مواجهة الاحتلال والعدوان".

كما شددت على أن استمرار العدوان وغياب التحرك الدولي لن يضعف عزيمة الشعب الفلسطيني، بل سيزيد من إصراره على الصمود والمقاومة حتى نيل الحقوق المشروعة.

المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي

أوضحت الفصائل أن العالم بأسره اليوم أمام اختبار إنساني حقيقي، فإما أن يثبت التزامه بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان عبر اتخاذ إجراءات عملية لوقف الإبادة في غزة، أو يظل متواطئًا بالصمت واللامبالاة.

وأكد البيان أن السكوت عن جرائم الإبادة والتجويع يمثل مشاركة غير مباشرة في استمرارها، مشيرة إلى أن الشعوب الحرة لن تقبل بهذا الصمت طويلًا.

إن الوضع في غزة لم يعد يحتمل مزيدًا من المماطلة الدولية أو البيانات الدبلوماسية، بل يتطلب تحركًا عاجلًا لوقف الإبادة الجماعية ورفع الحصار وفتح الممرات الإنسانية.
بيان فصائل المقاومة الفلسطينية اليوم جاء بمثابة صرخة استغاثة إلى العالم، وإلى الدول العربية والإسلامية بوجه خاص، للتحرك الفعلي وإنقاذ ما تبقى من المدنيين الذين يواجهون الموت جوعًا وقصفًا وتشريدًا.

غزة اليوم هي أيقونة الصمود والكرامة الإنسانية، وصوتها يجب أن يُسمع في كل مكان، كي لا يتحول الصمت الدولي إلى شريك في الإبادة.

التعليقات (0)