غزة على شفا أزمة إنسانية

إحباط مصر وقطر بسبب عدم تجاوب إسرائيل مع اقتراح حماس

profile
  • clock 23 أغسطس 2025, 6:47:05 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

شهدت الساعات الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في حالة الإحباط لدى مصر وقطر نتيجة عدم تلقي أي رد إيجابي من إسرائيل على المقترح الذي وافقت عليه حركة حماس. في الوقت نفسه، واصلت إسرائيل تقدمها في خطة عسكرية تهدف إلى احتلال مدينة غزة، مما زاد من التوتر في المنطقة وأثار مخاوف إنسانية كبيرة.

تشير المصادر الإسرائيلية، بما في ذلك قناة "كان" العبرية، إلى أن إسرائيل لم تقدم أي إشارات عن نيتها قبول المقترح، رغم أن حماس أبدت موافقتها عليه. ويأتي هذا في وقت تشهد فيه المنطقة أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة العمليات العسكرية، الأمر الذي يضع ضغوطاً كبيرة على المجتمع الدولي لإيجاد حلول عاجلة.

الإحباط المصري والقطري من موقف الإدارة الأميركية

في القاهرة، سجلت حالة من الاستياء الكبير تجاه الإدارة الأميركية بسبب الانطباع السائد بأن واشنطن لا تمارس أي ضغط فعلي على إسرائيل لإجبارها على قبول المقترح. ويقول المسؤولون المصريون إنهم يشعرون أن الإدارة الأميركية أصبحت "في جيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، وهو ما يعرقل جميع محاولات مصر وقطر لحث الأميركيين على التدخل لإنقاذ الوضع في غزة.

وترى مصادر دبلوماسية أن هذا الإحباط يعكس فجوة كبيرة بين الرؤية العربية والنهج الأميركي في التعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خصوصاً في ظل الخسائر البشرية المتزايدة والكارثة الإنسانية التي تهدد المدنيين في غزة.

محاولات عربية ودولية للضغط على إسرائيل

في ظل الجمود السياسي، قامت مصر وقطر بعدة محاولات لدفع الإدارة الأميركية لممارسة الضغوط على إسرائيل. وشملت هذه المحاولات الرسائل الدبلوماسية والمبادرات السياسية التي تهدف إلى تحقيق وقف لإطلاق النار وإيجاد حل عاجل للأزمة الإنسانية.

اليوم، انضمت إلى هذه الجهود زوجة الرئيس التركي أمينة أردوغان، حيث وجهت رسالة إلى ميلانيا ترامب، زوجة رئيس الولايات المتحدة آنذاك، ناشدتها فيها التدخل لدى نتنياهو لوقف "الكارثة الإنسانية في غزة". وتعد هذه الخطوة استثنائية، إذ تأتي في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الدولية تجاه الأعمال العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

غزة على شفا أزمة إنسانية

مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، تواجه غزة أزمة إنسانية متفاقمة تشمل نقص المواد الغذائية، والمياه الصالحة للشرب، والأدوية، إضافة إلى تدمير البنية التحتية والمرافق الصحية. وتشير تقارير حقوقية إلى أن الوضع الحالي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة إذا لم يتم التدخل عاجلاً.

وتؤكد مصادر دبلوماسية أن محاولات التوصل إلى حل سياسي شامل تصطدم بموقف إسرائيل الصارم، مما يزيد من الضغط على مصر وقطر والدول العربية للبحث عن بدائل دبلوماسية عاجلة لإنقاذ المدنيين.

تحليل موقف إسرائيل وحماس

توضح التقارير أن حماس وافقت على المقترح العربي الذي يهدف إلى التخفيف من الأزمة الإنسانية، بما في ذلك السماح بإدخال المساعدات الطبية والغذائية، وتخفيف القيود على الحركة داخل وخارج غزة. ومع ذلك، يبدو أن إسرائيل تتبنى موقفاً متشدداً تجاه هذه المبادرات، مما يزيد من التعقيدات السياسية ويؤجج الغضب العربي والدولي.

ويشير المحللون إلى أن إسرائيل قد ترى في قبول المقترح مخاطرة سياسية داخلية، في حين ترى الدول العربية أن الحل الإنساني يجب أن يكون أولوية قبل أي اعتبارات سياسية أو عسكرية.

الأبعاد الدولية للقضية

يتضح من التطورات الأخيرة أن الأزمة في غزة لم تعد قضية محلية فلسطينية إسرائيلية فحسب، بل أصبحت اختباراً للسياسة الدولية، خصوصاً دور الولايات المتحدة في تسوية النزاعات بالشرق الأوسط. وتبرز هذه الأزمة الفجوة بين التزامات واشنطن الإنسانية والسياسية، والمطالب العربية بوقف العدوان الإسرائيلي.

كما أن الضغط الشعبي والدولي على الولايات المتحدة لإجبار إسرائيل على قبول المقترح أصبح متزايداً، ويشكل تحدياً أمام السياسة الأميركية التي يراها بعض المسؤولين العرب متساهلة مع الحكومة الإسرائيلية الحالية.

الاستنتاج

في ضوء كل هذه التطورات، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة حساسة للغاية، حيث تجمع بين الضغوط الإنسانية والسياسية والدبلوماسية. ويعكس إحباط مصر وقطر، بالإضافة إلى المبادرات العربية والدولية، الحاجة الملحة إلى حل عاجل لإنقاذ المدنيين في غزة.

وتبقى النقطة المحورية في الأزمة الحالية هي رد إسرائيل على المقترح الذي وافقت عليه حماس، والذي من شأنه أن يخفف من تفاقم الكارثة الإنسانية، ويعيد التوازن إلى الجهود الدبلوماسية العربية والدولية. وفي الوقت نفسه، تظل الولايات المتحدة تحت المجهر الدولي لدورها المتوقع في ممارسة الضغط على إسرائيل من أجل وقف التصعيد.

التعليقات (0)