التحليل العسكري

التصعيد الإسرائيلي يصل صنعاء.. ماذا وراء الغارات على الحوثيين؟ (السيناريوهات المستقبلية)

profile
  • clock 25 سبتمبر 2025, 1:52:59 م
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الجيش الإسرائيلي يشن غارات على اليمن

محمد خميس

شن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، عدة غارات جوية على مواقع في العاصمة اليمنية صنعاء، استهدفت قيادات عسكرية، معسكرات ومخازن أسلحة تابعة لجماعة الحوثيين. وأوضحت القناة 13 الإسرائيلية أن الغارات جاءت في إطار عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "الحزمة العابرة"، بهدف توجيه ضربات استباقية لقيادات الحوثيين ومنع أي تهديد محتمل لإسرائيل.

تفاصيل الغارات الإسرائيلية

أعلن وزير الحرب الإسرائيلي، بيني كاتس، أن الغارات استهدفت "أهدافًا عديدة لتنظيم الحوثي في صنعاء"، مضيفًا: "لقد وجهنا الآن ضربة قوية لأهداف عديدة لتنظيم الحوثي في صنعاء في إطار عملية 'الحزمة العابرة'."

وبحسب تصريحات كاتس، فقد شملت العملية معسكرات عسكرية للقيادة و مواقع تدريب ومخازن للأسلحة والطائرات بدون طيار و القضاء على عشرات من عناصر الحوثيين المشاركين في العمليات العسكرية ضد إسرائيل.

وأكد الوزير الإسرائيلي أن هذه الضربات تأتي ضمن سياسة الردع، مضيفًا عبارة حازمة "من يؤذينا سيُؤذى سبع مرات."

وتشير المصادر العسكرية الإسرائيلية إلى أن العملية تهدف إلى تحييد أي تهديد صاروخي أو مسيرات من الأراضي اليمنية تجاه إسرائيل، مؤكدين أن الغارات دقيقة واستهدفت مواقع استراتيجية فقط دون الإضرار بالمناطق السكنية قدر الإمكان.

الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل

تسعى إسرائيل من خلال هذا التصعيد إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية:

ردع الحوثيين وإضعاف قدراتهم العسكرية: حيث تُعتبر المخازن والمعسكرات المستهدفة جزءًا من البنية العسكرية للجماعة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.

إرسال رسالة إقليمية واضحة: توجيه إنذار لكل من يفكر في تهديد إسرائيل من جنوب شبه الجزيرة العربية، خاصة مع توسع تأثير إيران ودعمها للحوثيين.

تعزيز الأمن القومي الإسرائيلي: من خلال منع استخدام الأراضي اليمنية كقاعدة لإطلاق صواريخ أو مسيرات ضد الأراضي الإسرائيلية.

ويؤكد محللون أن إسرائيل ترغب في إثبات قدرتها على الرد السريع في أي جبهة جديدة دون الحاجة إلى الانخراط في حرب برية طويلة، مع الحفاظ على توازن الردع في المنطقة.

ردود الفعل اليمنية

حتى اللحظة، لم تصدر تصريحات رسمية من الحكومة اليمنية أو الحوثيين، إلا أن وسائل إعلام الجماعة وصفت الغارات بأنها "عدوان إسرائيلي سافر". وأضافت أن الرد قادم لا محالة، في إشارة إلى إمكانية تصعيد جديد في الأيام القادمة.

ويقول مراقبون إن توسع الغارات الإسرائيلية إلى اليمن يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، ويطرح مخاطر على استقرار منطقة الخليج والبحر الأحمر، خصوصًا أن اليمن يعيش أصلاً أزمة إنسانية حادة نتيجة الحرب الممتدة منذ 2015.

البعد الإنساني للصراع

تشير تقارير حقوقية ودولية إلى أن استمرار العمليات العسكرية في اليمن سيزيد من معاناة المدنيين، مع احتمالات سقوط ضحايا بين السكان بسبب قرب المعسكرات المستهدفة من المناطق السكنية. ويواجه اليمنيون بالفعل مجاعة وبؤساً صحياً واسع النطاق، ما يجعل أي تصعيد عسكري جديد يفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

وفي الوقت نفسه، يُذكر أن القطاع الإنساني الدولي حذر مرارًا من أن توسيع رقعة الحرب سيؤدي إلى نزوح جماعي إضافي وتفاقم نقص الغذاء والدواء، مما يضع ضغوطًا إضافية على وكالات الإغاثة الدولية.

التحليل العسكري

يشير خبراء عسكريون إلى أن الغارات الإسرائيلية على اليمن تمثل رسالة ردع مزدوجة:

داخليًا: لتأكيد قدرة الجيش الإسرائيلي على مواجهة أي تهديد، سواء من غزة أو من جبهات أخرى.

إقليميًا: توجيه تحذير لإيران وحلفائها بعدم استخدام الأراضي اليمنية لاستهداف إسرائيل.

كما يرى المحللون أن العملية لا تعني بالضرورة بدء حرب شاملة مع الحوثيين، بل هي ضربات دقيقة تهدف إلى الحد من تهديدات محددة واستعراض القوة العسكرية.

التداعيات السياسية والدولية

على الصعيد الدولي، قد تثير الغارات الإسرائيلية على اليمن ردود فعل دبلوماسية قوية، خاصة من قبل الأمم المتحدة والدول المعنية بالأزمة اليمنية. وتشير بعض التقديرات إلى أن التصعيد قد يؤدي إلى زيادة الضغط على المجتمع الدولي لتقديم حلول سياسية لتجنب انزلاق المنطقة نحو حرب مفتوحة تشمل عدة دول.

كما يمكن أن تؤدي هذه التطورات إلى إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية، بما في ذلك دور الولايات المتحدة ودول الخليج، التي قد تسعى لاحتواء التوتر وتجنب مزيد من التصعيد العسكري في المنطقة.

السيناريوهات المستقبلية

رد محدود من الحوثيين: إطلاق صواريخ أو طائرات مسيرة محدودة دون توسيع رقعة الحرب.

تصعيد إسرائيلي أوسع: في حال اعتبرت تل أبيب أن الحوثيين يشكلون تهديدًا أكبر، قد تستهدف المزيد من المواقع الاستراتيجية.

محاولة وساطة دولية: تدخل الأمم المتحدة أو قوى إقليمية لتخفيف التوتر وضمان وقف إطلاق النار.

وفي كل الأحوال، يبقى المدنيون اليمنيون هم الخاسر الأكبر، مع استمرار الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

التعليقات (0)