-
℃ 11 تركيا
-
6 سبتمبر 2025
الاستقرار الإقليمي بعد غزة: فرص وتحديات العراق والدبلوماسية العربية المشتركة
الوزان في حديث خاص لـ"موقع 180 تحقيقات"
الاستقرار الإقليمي بعد غزة: فرص وتحديات العراق والدبلوماسية العربية المشتركة
-
6 سبتمبر 2025, 2:39:58 م
-
420
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عبدالكريم الوزان
خاص موقع 180 تحقيقات
تصاعد الأحداث في غزة خلال الفترة الأخيرة يعكس أبعادًا إنسانية وسياسية كبيرة على المستوى الإقليمي. وأكد الدكتور عبد الكريم الوزان في حديث خاص لموقع 180 تحقيقات أن التطورات الأخيرة في غزة تؤثر بشكل مباشر على استقرار العراق والمنطقة العربية بشكل عام، خصوصًا على البلدان ذات التأثير السياسي المباشر مثل مصر، سوريا، ولبنان.
وأشار الوزان إلى أن حسم ملف غزة سيكون مفتاحًا لحسم ملفات عديدة أخرى، منها ملف إسرائيل مع العراق، وحزب الله في لبنان، ومستقبل سوريا إقليميًا، معتبرًا أن الوضع الحالي يجعل من غزة محورًا استراتيجيًا حيويًا على الصعيد السياسي والعسكري في المنطقة.
غزة كمحور استراتيجي وتأثيرها على العراق
وفقًا للوزان، فإن الوضع في غزة له انعكاسات مباشرة على العراق بسبب موقعه الجغرافي والسياسي بين الأطراف المتنازعة، حيث يُعد العراق "أرض حرام للمعركة القادمة بين إيران وإسرائيل وأمريكا".
وأضاف أن الوضع العراقي الحالي سياسيًا ضعيف وغير مستقر، مما يحد من قدرة بغداد على التحرك بشكل فاعل على صعيد غزة. ومع ذلك، يرى الوزان أن العراق يمتلك مكانة جغرافية مهمة وحدودًا واسعة يمكن أن تلعب دورًا في الوساطة أو استضافة مفاوضات مستقبلية بين الأطراف المتنازعة، مثل إسرائيل ومصر، إذا ما تم بحث ملفات إسكان الفلسطينيين أو إدارة مناطق آمنة.
دور المجتمع الدولي والدول العربية في وقف العدوان
أكد الوزان أن التكاتف العربي والدولي هو العامل الأهم في حماية المدنيين وفرض وقف العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن السعودية ومصر لديهما القوة الدبلوماسية والتأثير الدولي اللازم للتدخل في الملف الفلسطيني وحماية المدنيين و الدول العربية يمكنها ممارسة الضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل لوقف الهجمات وفتح الممرات الإنسانية و المجتمع الدولي مطالب بالتحرك عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن لضمان هدنة وإنقاذ المدنيين من التهجير القسري والدمار الواسع.
وبحسب الوزان، فإن غياب التكاتف العربي أو ضعف الموقف العراقي أمام غزة يجعل تدخل الدول الكبرى والمجتمع الدولي أكثر أهمية في المرحلة الحالية.
التحديات أمام العراق في تقديم الدعم لغزة
يشير الدكتور الوزان إلى أن العراق يواجه قيودًا كبيرة في تقديم الدعم المباشر لغزة، سواء كان هذا الدعم سياسيًا أو اقتصاديًا، لأسباب عدة منها المرحلة السياسية غير المستقرة داخليًا، مما يحد من قدرة الحكومة على اتخاذ خطوات فعالة و القدرات الاقتصادية المحدودة التي لا تسمح بإرسال مساعدات كبيرة أو تحمل تبعات سياسية واضحة.
مع ذلك، يرى الوزان أن العراق يمتلك إمكانيات محدودة مثل المساحات الصحراوية والحدود الطويلة، التي يمكن استثمارها في مفاوضات مستقبلية بشأن الفلسطينيين وإسكانهم أو إيجاد حلول موقتة لهم وبالتالي، يبقى الدعم العراقي محدودًا لكنه يمكن أن يكون رمزيًا أو وساطة دبلوماسية بالشراكة مع الدول العربية الكبرى.
الدعم الإنساني العربي والدولي
يؤكد الوزان أن الدعم الإنساني للفلسطينيين في غزة يمكن أن يتم عبر تمويل المساعدات الطارئة: غذاء، مياه، أدوية، ومستلزمات صحية و إرسال قوافل إغاثية بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتخفيف معاناة المدنيين و فتح الممرات الإنسانية الآمنة لتجنب نزوح جماعي غير منظم و إعداد برامج دعم نفسي وتعليمي للأطفال والنساء المتضررين من القصف المستمر.
وأشار الوزان إلى أن الخطوات العاجلة لتخفيف معاناة المدنيين تعتمد على تدخل عربي ودولي سريع، لأن التأخر في التحرك سيزيد من الأزمة الإنسانية ويزيد الضغط على مناطق آمنة محدودة داخل غزة.
السيناريوهات المستقبلية لإقليم الشرق الأوسط
وفقًا لتحليل الدكتور الوزان، فإن حسم ملف غزة يعني حسم ملفات إقليمية عديدة، منها ملف إسرائيل مع العراق: تقليص أي تهديد مستقبلي محتمل على الأراضي العراقية أو النفوذ الإيراني داخل العراق و ملف حزب الله في لبنان: تقليص القدرة العسكرية والسياسية في مواجهة إسرائيل و الوضع في سوريا: التأثير على الحدود الشمالية والجنوبية وما بين لبنان وإسرائيل.
وأضاف أن المرحلة الحالية تجعل من غزة محورًا لتحديد الاستقرار السياسي والعسكري في المنطقة بأكملها، وأن نجاح المبادرات العربية والدولية في حماية المدنيين ووقف العدوان سيكون له أثر مباشر على أمن واستقرار العراق والدول العربية.
تؤكد تصريحات الدكتور عبد الكريم الوزان أن التطورات الأخيرة في غزة تمثل اختبارًا حقيقيًا لاستقرار المنطقة، وأن العراق والدول العربية والمجتمع الدولي مطالبون بالتحرك العاجل لضمان حماية المدنيين ووقف العدوان.
العراق، رغم قيوده السياسية والاقتصادية، يمكن أن يلعب دورًا محدودًا دبلوماسيًا وجغرافيًا، بينما الدول العربية الكبرى مثل مصر والسعودية تستطيع استخدام نفوذها الدولي لضغط على إسرائيل وفتح الممرات الإنسانية.
الحل الطويل الأمد يتطلب تعاونًا عربيًا ودوليًا متكاملًا، دعمًا إنسانيًا عاجلًا، وضمان حماية المدنيين، ما يسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي وتقليل تداعيات الأزمة الإنسانية على الشعب الفلسطيني وجيران غزة.







