رفض أي بدائل عن "أونروا"

مصر تدين المجاعة في غزة: "جريمة مكتملة الأركان" وتؤكد رفض تهجير الفلسطينيين

profile
  • clock 6 سبتمبر 2025, 6:17:35 م
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

اعتبر وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن المجاعة في قطاع غزة تمثل "جريمة مكتملة الأركان ومن صنع البشر والاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدًا على خطورة الوضع الإنساني في القطاع. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، اليوم السبت، حيث ناقش الطرفان سبل دعم المدنيين الفلسطينيين في مواجهة الهجمات الإسرائيلية المستمرة.

رفض أي بدائل عن "أونروا"

أكد وزير الخارجية المصري أن أي محاولات لاستبدال دور وكالة "أونروا" مرفوضة، مضيفًا أن أي آليات بديلة عنها فشلت فشلًا ذريعا، وهو ما يعكس أهمية استمرار الوكالة في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين في غزة. وقال عبد العاطي إن تعنت "إسرائيل" هو العقبة الرئيسية أمام تحقيق أي تقدم في مسار التهدئة، مؤكدًا على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل عاجل لحماية المدنيين.

وتشير تصريحات الوزير المصري إلى التزام مصر الدائم بموقفها الداعم للفلسطينيين، ورفضها لأي سياسات توسعية يمارسها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، خصوصًا تلك التي تستخدم التجويع كأداة ضغط. وأوضح أن معبر رفح "لن يكون معبرًا لتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه"، مشددًا على أن مسألة التهجير "خط أحمر" بالنسبة لمصر وغير مقبولة تحت أي مسمى.

تصريحات مفوض "أونروا" حول الأزمة الإنسانية

من جانبه، وصف المفوض العام لوكالة "أونروا"، فيليب لازاريني، قطاع غزة بأنه "منطقة حرب"، مشيرًا إلى أن نحو 90% من مقار الوكالة الأممية تعرضت للتدمير، وأن الوكالة قد تنهار في ظل نقص الموارد المالية، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار لإنهاء الأزمة الإنسانية.

وأكد لازاريني أن المجاعة في غزة أصبحت أمرًا واقعًا، وأن "إسرائيل" تجاوزت كل الحدود والخطوط الحمراء، محذرًا من أن استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية يهدد حياة المدنيين بشكل مباشر. ودعا إلى رفع القيود المفروضة على المنظمات الإنسانية والسماح بدخول المساعدات العاجلة، مشيرًا إلى أن الوضع المالي للوكالة "سيئ للغاية"، ما اضطرها إلى وقف بعض برامجها الحيوية.

استمرار الإبادة الجماعية في غزة

وأكدت تقارير حقوقية ودولية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب إبادة جماعية بدعم أميركي وأوروبي، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الأعمال العدائية.

وقد خلفت هذه السياسات الإسرائيلية أكثر من 225 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين الذين يعيشون ظروفًا مأساوية، بالإضافة إلى مجاعة أزهقت أرواح الكثيرين، خاصة الأطفال، فضلاً عن الدمار الشامل لمناطق واسعة من القطاع ومحو معظم مدنه من على الخريطة.

التداعيات الإنسانية والسياسية

تؤكد تصريحات وزير الخارجية المصري والمفوض العام لـ"أونروا" أن الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مرحلة حرجة جدًا، حيث يعيش السكان تحت حصار مستمر، مع نقص حاد في الغذاء والمياه والكهرباء والخدمات الطبية. وتعد هذه الأزمة من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم، نظراً لحجم الدمار وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.

من الناحية السياسية، يعكس التصعيد الإسرائيلي تجاه غزة استمرار السياسات التوسعية والعدوانية على الأراضي الفلسطينية، بما يشمل التجويع والتهجير القسري للمواطنين. كما يعكس فشل المجتمع الدولي في فرض الضغوط الكافية على إسرائيل لوقف الاعتداءات، وهو ما يجعل الدور الدبلوماسي العربي والدولي أكثر أهمية من أي وقت مضى.

دور مصر والجهود الدبلوماسية

تؤكد مصر، من خلال تصريحات وزير خارجيتها، التزامها الكامل بدعم الشعب الفلسطيني، والحفاظ على حقوقه في أرضه، ورفض أي سياسات تهجير قسري. ويأتي ذلك بالتوازي مع الجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية عبر وكالة "أونروا"، وضمان وصول الغذاء والدواء والمياه إلى المدنيين.

كما تواصل مصر العمل على الضغط على الأطراف المعنية لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، مع التأكيد على أن حماية المدنيين ومساندة المؤسسات الإنسانية مثل "أونروا" يمثلان أولوية قصوى.

الدعوات الدولية لإنقاذ غزة

حذر خبراء الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية من أن استمرار التجويع والحصار سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، داعين إلى تدخل عاجل لإنقاذ المدنيين. وأكدوا على ضرورة السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى جميع المناطق المتضررة، لضمان تقديم الرعاية الطبية والغذاء والمساعدات الأساسية، وتخفيف المعاناة اليومية لسكان غزة.

كما أكدت هذه الجهات أن المسألة الإنسانية لا يمكن فصلها عن المسار السياسي، وأن أي تهجير قسري أو استمرار للعنف سيزيد من تعقيد الجهود المبذولة لإحلال السلام.

التعليقات (0)