-
℃ 11 تركيا
-
6 أغسطس 2025
الاحتلال يُحذّر سكان حي الزيتون من العودة: اجتياح متصاعد ونزوح قسري بلا أفق
الاجتياح البري يتوسّع نحو غرب الزيتون
الاحتلال يُحذّر سكان حي الزيتون من العودة: اجتياح متصاعد ونزوح قسري بلا أفق
-
6 أغسطس 2025, 4:35:36 م
-
407
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، تحذيرًا جديدًا لسكان حي الزيتون بمدينة غزة، دعاهم فيه إلى إخلاء تسعة مربعات سكنية فورًا، والتوجه جنوبًا نحو منطقة المواصي، التي يدّعي الاحتلال أنها "منطقة آمنة"، في وقت تتصاعد فيه العمليات العسكرية وتزداد معها المخاوف من مجازر جديدة ونزوح جماعي قسري.
تحذير مباشر من الجيش: "من لم يُخلِ يُعرّض نفسه للخطر"
وجاء في بيان المتحدث باسم جيش الاحتلال أن السكان مطالبون بإخلاء مناطق محددة ضمن حي الزيتون في غزة، محذرًا من أن من يبقى في هذه المناطق أو يحاول العودة إليها "يُعرّض نفسه للخطر"، على حد تعبيره.
وأضاف: "كما تم تحذيركم سابقًا، يواصل الجيش تعميق عملياته غربًا"، في إشارة إلى استمرار الاجتياح البري والتقدم العسكري باتجاه المناطق الغربية من الحي، حيث يُتوقع تصعيد حاد في القصف المدفعي والجوي خلال الساعات القادمة.
الاجتياح البري يتوسّع نحو غرب الزيتون
تشير التطورات الميدانية إلى أن قوات الاحتلال توسّع من رقعة عملياتها غرب حي الزيتون، في محاولة للسيطرة الكاملة على هذه المنطقة المكتظة بالسكان، والتي تُعد من أقدم وأكبر أحياء مدينة غزة.
ويُعد هذا التحذير استمرارًا لسلسلة طويلة من رسائل التهجير القسري التي يعتمد عليها الجيش الإسرائيلي ضمن ما يُعرف بـ"الإخلاء القسري للمناطق قبل القصف"، وهي سياسة انتقدتها جهات حقوقية باعتبارها أسلوبًا لتغطية الجرائم العسكرية تحت غطاء التحذير المسبق.
تصاعد الكارثة الإنسانية: أين يذهب السكان؟
في ظل هذه التحذيرات المتكررة، يعيش سكان غزة أوضاعًا إنسانية مأساوية، إذ لا توجد مناطق آمنة حقيقية في القطاع المحاصر، ومعظم من تم تهجيرهم من قبل يتواجدون الآن في منطقة المواصي، التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة من ماء وغذاء ورعاية صحية.
وبحسب منظمات حقوقية وأممية، فإن المواصي لا يمكنها استيعاب مئات الآلاف من النازحين الجدد، ما يجعل التحذير الصادر عن الجيش غير عملي ويُهدد حياة المدنيين، خصوصًا الأطفال وكبار السن والمرضى.
حرب إبادة مستمرة: أكثر من 61 ألف شهيد وآلاف المفقودين
تأتي هذه التطورات في ظل ما تصفه الجهات الحقوقية والحقوقيين بـ حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة، والتي دخلت شهرها الحادي عشر. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن عدد الشهداء ارتفع إلى أكثر من 61,020 شهيدًا، وبلغ عدد الجرحى أكثر من 150,671 جريحًا، فيما لا يزال أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض.
وتسببت الحرب أيضًا في مجاعة واسعة النطاق، أودت بحياة العشرات، وتُهدد أرواح المئات من الأطفال بسبب سوء التغذية الحاد وانعدام الرعاية الصحية.
تدمير واسع للقطاع: 88% من المباني سُويت بالأرض
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن الحرب تسببت في تدمير أكثر من 88% من مباني القطاع، بما يشمل منازل ومرافق صحية وتعليمية ومساجد وكنائس، وقدرت الخسائر المالية بأكثر من 62 مليار دولار.
كما أشارت جهات أممية إلى أن قوات الاحتلال تسيطر حاليًا على نحو 77% من مساحة قطاع غزة، عبر الاجتياح البري وسياسة الأرض المحروقة، ما يُحوّل حياة أكثر من مليوني فلسطيني إلى جحيم يومي من النزوح والدمار والمجاعة.
التحذيرات "المتكررة" تُشكّل تهديدًا ممنهجًا للمدنيين
يرى مراقبون أن هذه التحذيرات العسكرية ليست سوى أداة لشرعنة التهجير القسري والتمهيد للعمليات القتالية المكثفة، وأنه لا يمكن تصنيفها ضمن الإجراءات الإنسانية، خصوصًا وأن المناطق التي يُطلب من السكان التوجه إليها تتعرض للقصف بشكل دوري.
وتُعد حي الزيتون من المناطق التي سبق وأن استُهدفت مرارًا بالقصف العنيف، ما يجعل من الوجود فيها خطرًا دائمًا، ومن مغادرتها معاناة متكررة في ظل انعدام وسائل النقل الآمنة، ونقص الغذاء والماء والملاجئ في مناطق النزوح.








