-
℃ 11 تركيا
-
14 يونيو 2025
الاحتلال يقطع الاتصالات والإنترنت عن غزة بالكامل: تحذيرات من مجازر في العتمة الرقمية
حماس والمجاهدين: تمهيد لجرائم أعظم في ظل تعتيم شامل
الاحتلال يقطع الاتصالات والإنترنت عن غزة بالكامل: تحذيرات من مجازر في العتمة الرقمية
-
12 يونيو 2025, 11:08:29 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
في تصعيد خطير للحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من 600 يوم، أعلنت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الفلسطينية، الخميس، انقطاع كافة خدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة في القطاع بعد استهداف مباشر وممنهج للبنية التحتية من قبل جيش الاحتلال. وذكرت الهيئة في بيان أن محافظات الجنوب والوسط انضمت إلى حالة العزلة التي تعاني منها مدينة غزة وشمالها، ما أدى إلى قطع شامل للتواصل مع العالم الخارجي.
الهيئة أوضحت أن محاولات إصلاح المسارات المقطوعة خلال الأشهر الماضية فشلت نتيجة الاستهداف المستمر، مؤكدة أن هذا التصعيد يمثل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين، لأنه يعطل خدمات أساسية مثل الإغاثة والطوارئ الطبية والتعليم، ويمنع التوثيق الإعلامي لانتهاكات الاحتلال، في وقت تتسارع فيه الكارثة الإنسانية.
المجاهدين: تصعيد ممنهج وتخريب متعمد للقطاعات الحيوية
حركة "المجاهدين" الفلسطينية اعتبرت في بيان لها أن هذا القرار يمثل امتدادًا لسياسة الإبادة الجماعية التي يتبعها الاحتلال ضد المدنيين العزل في غزة. ووصفت قطع الاتصالات بأنه عمل "نازي متعمد" لتخريب وشل عمل القطاعات الحيوية، وخاصة الخدمات الطبية والإنسانية، ولعزل غزة تمهيدًا لارتكاب مجازر بعيدة عن أعين الإعلام والمجتمع الدولي.
وأضاف البيان أن هذه الجريمة تأتي في سياق الحرب المفتوحة على الشعب الفلسطيني، ولا يمكن فصلها عن سياسة التدمير المنهجي للبنى التحتية في غزة. وحذرت الحركة من أن هذه الخطوة ليست سوى تمهيد لجرائم أكثر وحشية يجري التحضير لها في الظلام، داعيةً المؤسسات الدولية إلى كسر حالة العجز أمام سلوك الاحتلال الاستعلائي تجاه القانون الدولي.
حماس: الاحتلال يسعى لتعميق الكارثة ومنع توثيق جرائمه
بدورها، اعتبرت حركة "حماس" في بيان صحفي أن قطع الاتصالات خطوة عدوانية جديدة ضمن حرب الإبادة الجماعية الجارية، ووسيلة لشلّ ما تبقى من قطاعات مدنية وإنسانية، وعلى رأسها القطاع الصحي، في ظل حصار متواصل واستهداف مباشر للمستشفيات ومراكز الإيواء. الحركة حذّرت من تصاعد الخطر الذي يتهدد المدنيين، معتبرة أن الاحتلال يستغل انقطاع الاتصال لتنفيذ جرائم قد تكون الأفظع منذ بدء العدوان.
وجاء في البيان أن الاحتلال يسعى من خلال هذه العزلة الرقمية إلى منع أي تغطية للجرائم الجارية، وإلى قطع الطريق أمام العالم لرؤية مشاهد الدم والدمار التي باتت سمة يومية في غزة. وطالبت الحركة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف العدوان، وتأمين الحماية للبنية التحتية والمنشآت المدنية والإنسانية.
التعتيم الرقمي كغطاء للإبادة: ما الجريمة التي لا تُرتكب إلا في العتمة؟
التحذيرات الفلسطينية لم تأت من فراغ، بل تستند إلى سابقة متكررة من المجازر التي وقعت تحت غطاء العزلة الإعلامية. منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، وثّقت عشرات المؤسسات الحقوقية استخدام الاحتلال سياسة "قطع الاتصال" في لحظات استعداده لارتكاب انتهاكات كبرى، كما حدث في مخيمات جباليا والشاطئ وخان يونس. وها هو اليوم يُعيد السيناريو نفسه، ولكن على نطاق أوسع، في توقيت مريب يعيد طرح السؤال الأخطر: ما هي الجريمة التي لا يمكن تنفيذها إلا في الظلام؟
ما يزيد من خطورة المشهد أن الاحتلال ينفذ إبادة جماعية موثقة بالصوت والصورة منذ أكثر من 600 يوم، فكيف ستكون الحال إذا نجح في فرض التعتيم الكامل؟ وما الذي قد يحدث حين تُمنع المستشفيات من طلب الإمدادات، ويُحرم الجرحى من الاتصال بفرق الإسعاف، وتُمنع العائلات من طلب النجدة أو إيصال صور ضحاياها إلى العالم؟
عزل غزة رقميًا.. والنية ارتكاب ما لا يمكن احتماله
قطع الاتصالات ليس مسألة فنية ولا عسكرية فقط، بل هو سلاح استراتيجي يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي في إدارة حربه النفسية والعملية ضد الفلسطينيين. وهو اليوم مؤشر خطير على أن الاحتلال قد يكون بصدد تنفيذ موجة جديدة من الجرائم الجماعية في جنوب ووسط القطاع، خصوصًا في المناطق التي لجأ إليها أكثر من مليون نازح هربًا من شمال غزة.
هذا التوقيت، بعد مجازر رفح وقصف مدارس اللاجئين ومخيمات الخيام، وبعد إعلان الاحتلال توسيع عملياته جنوبًا، يشير إلى أن ما يتم التحضير له أكبر من جريمة، وربما يتجاوز ما وثق حتى اليوم من مجازر. إنها حرب تُنفذ بأدوات القرن الواحد والعشرين، ولكن بعقلية الإبادة التي لا تحتاج إلى شهود.
دعوة عاجلة لكسر التعتيم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه
في ظل هذا التصعيد، تتصاعد المطالب الفلسطينية والعربية والدولية بضرورة كسر التعتيم المفروض على غزة، والعمل على إعادة الاتصالات فورًا، وإرسال بعثات حماية إنسانية عاجلة. فالتاريخ يكتب الآن، وأي تواطؤ مع صمت الاتصالات هو تواطؤ مع مذبحة تُحضّر في الظلام.
الاحتلال يقطع الصوت والصورة عن غزة، والعالم مطالب بأن يُبقي عينه مفتوحة، وأن يصرخ بالنيابة عن الضحايا الذين لم يعودوا قادرين على إيصال صوتهم.









