تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في خطوة أثارت غضبًا واسعًا، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الخميس، حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية المحتلة، طالت 30 فلسطينيًا بينهم سبعة من طلاب الثانوية العامة (التوجيهي)، قبيل ساعات من موعد امتحاناتهم الرسمية.

وأوضح نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحفي، أن الاعتقالات تركزت في بلدة دير استيا بمحافظة سلفيت، وطالت أيضًا أحد طلاب الثانوية من طولكرم. وأضاف البيان أن الاحتلال اعتقل أيضًا آباء بعض الطلبة قبل أن يُفرج عنهم لاحقًا بعد ساعات.

حرمان ممنهج من التعليم وامتحانات المصير

بحسب وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، فإن سلطات الاحتلال حرمت حتى بداية امتحانات الثانوية العامة لعام 2025 ما لا يقل عن 67 طالبًا من حقهم في تقديم الامتحانات، نتيجة اعتقالهم. ووصف نادي الأسير هذا الاستهداف بأنه "سياسة ممنهجة" اتبعها الاحتلال الإسرائيلي على مدار عقود.

وأكد النادي أن هذه الانتهاكات التعليمية تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، حيث تم استهداف المئات من الطلبة، سواء في المدارس أو الجامعات، ضمن محاولات الاحتلال لضرب المسيرة التعليمية الفلسطينية.

18 ألف حالة اعتقال منذ بدء العدوان على غزة

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وثّق نادي الأسير أكثر من 18,000 حالة اعتقال في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة. ولا تشمل هذه الأرقام الاعتقالات في قطاع غزة، والتي تُقدّر بالآلاف.

ويُشار إلى أن إسرائيل تحتجز حاليًا أكثر من 10,400 أسير فلسطيني، بينهم 47 امرأة، وأكثر من 440 طفلًا، و3,562 معتقلًا إداريًا دون تهمة أو محاكمة. كما تصنّف سلطات الاحتلال 2,214 أسيرًا من غزة كـ"مقاتلين غير شرعيين"، ما يمنعهم من التمتع بالحقوق القانونية المعتادة.

تعذيب ممنهج وإهمال طبي خلف ضحايا في السجون

تتعرض فئة واسعة من الأسرى الفلسطينيين لأشكال متعددة من التعذيب، والإهمال الطبي، والتجويع، بحسب تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية، وهو ما أدى إلى استشهاد عدد منهم داخل المعتقلات. وقد وثقت مؤسسات حقوقية هذه الممارسات باعتبارها "جرائم ممنهجة ومخالفة للقانون الدولي الإنساني".

تصعيد في الضفة الغربية بالتوازي مع حرب الإبادة في غزة

بالتوازي مع الإبادة المتواصلة في قطاع غزة، يواصل الاحتلال ومستوطنيه تصعيد العدوان في الضفة الغربية والقدس، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 988 فلسطينيًا، وإصابة نحو 7,000 آخرين منذ أكتوبر الماضي، بحسب بيانات فلسطينية.

ولا تزال "إسرائيل"، بدعم أميركي، تنفذ حرب إبادة شاملة في قطاع غزة، تشمل القتل الجماعي، والتجويع، والتدمير، والتهجير، متجاهلة كافة النداءات الدولية، وأوامر محكمة العدل الدولية المطالِبة بوقف الجرائم.

ضحايا الحرب: أكثر من 191 ألف بين شهيد وجريح

وقد خلف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة أكثر من 191,000 فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11,000 مفقود، ونحو مليون نازح، فضلًا عن مجاعة أودت بحياة الكثيرين، ودمار واسع طال البنى التحتية.