الاحتلال يسلم جثمان الشهيد عودة الهذالين بعد 11 يوماً من الاحتجاز القسري

profile
  • clock 7 أغسطس 2025, 8:17:40 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: شيماء مصطفى

سلّمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، جثمان الشهيد الفلسطيني عودة محمد الهذالين، من قرية أم الخير في مسافر يطا، جنوب محافظة الخليل، وذلك بعد أن احتجزت جثمانه لمدة 11 يوماً عقب استشهاده برصاص مستوطن صهيوني متطرف.
وأكدت الهيئة العامة للشؤون المدنية، في بيان صحفي مقتضب، أن جثمان الشهيد سينقل إلى مسقط رأسه في أم الخير، ليوارى الثرى، رغم شروط الاحتلال المجحفة.

صوت البدو الذي لم يَخْفت

الشهيد عودة الهذالين (31 عاماً)، لم يكن مجرد مواطن فلسطيني، بل كان أيقونة نضالية وواحداً من أبرز المدافعين عن حقوق سكان التجمعات البدوية في مسافر يطا، جنوب الضفة الغربية المحتلة.
من خلال مشاركته الدائمة في الفعاليات الشعبية والحقوقية، كان الهذالين يطالب بحقوق أساسية كالأرض والسكن والتعليم، وهي مطالب مشروعة جوبهت دوماً بالقمع الصهيوني، كما أشارت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة.

رصاص الغدر ينهي حياة مناصر السلام

استُشهد الهذالين خلال تصديه لهجوم وحشي شنه مستوطنون مسلحون على خربة أم الخير، إذ أقدم مستوطن متطرف على إطلاق الرصاص عليه بشكل مباشر ومتعمد. وبدلًا من محاسبة القاتل، سارع الاحتلال إلى احتجاز جثمان الشهيد واعتقال عدد من أفراد عائلته، في محاولة للضغط عليهم للموافقة على شروط مهينة ومجحفة لتسليم الجثمان، من بينها:

الدفن في مدينة الخليل أو يطا، بدلاً من مسقط رأسه

منع إقامة بيت عزاء أو جنازة

حصر عدد المشاركين في التشييع بـ 15 شخصاً فقط

فرض إجراء الدفن ليلاً تحت حراسة الجيش، دون أي طقوس تشييع علنية.

تواطؤ فاضح 

في مشهد يعكس تجرد القضاء الصهيوني من أي عدالة، تم التعامل مع القاتل يانون ليفي بتساهل لافت، رغم ثبوت جريمته عبر فيديو يظهره وهو يطلق النار على شبان من الخربة، بينهم الشهيد عودة.ومع ذلك، قررت محكمة الاحتلال عدم سجن القاتل، واكتفت بـ حبسه منزلياً لأيام معدودة، بذريعة أنه أطلق النار دفاعاً عن النفس، في تجاهل صارخ لحقيقة أنه تعمّد القتل وارتكب الجريمة عن سابق إصرار وترصد.

معلم ورياضي ومناصر للسلام

عودة الهذالين لم يكن فقط ناشطًا ميدانيًا، بل أيضًا معلم لغة إنكليزية في المدارس الحكومية، وناشطًا في نادي سوسيا الرياضي المحلي.اشتهر بعلاقاته الواسعة مع الناشطين الأجانب، وكان من أبرز الأصوات الفلسطينية المدافعة عن حقوق البدو بوسائل سلمية.وقد شارك في فيلم "لا أرض أخرى" الذي وثّق معاناة الفلسطينيين في الضفة، والذي نال جائزة أوسكار، ليبقى اسمه شاهدًا على التمسك بالحق والهوية.

أسرة مكلومة وقاتل حر

ترك الشهيد خلفه ثلاثة أطفال، أكبرهم لم يتجاوز الخامسة، وأصغرهم لم يُكمل عامه الأول، ليكبروا وهم يحملون وجع الفقد ومرارة الظلم.
أما القاتل، المستوطن يانون ليفي، فهو من أكثر المستوطنين تطرفاً، ويقيم في بؤرة استيطانية غير قانونية تدعى ميترِيم أنشأها بنفسه جنوب الخليل عام 2021.رغم أن الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي فرضوا عليه عقوبات رسمية، فإن القضاء الإسرائيلي تجاهل ذلك، وسرعان ما تدخلت منظمة “حونينو” اليمينية المتطرفة للدفاع عنه أمام المحاكم.

جريمة تفضح منظومة الاحتلال بأكملها

ما جرى مع الشهيد عودة الهذالين ليس حادثًا معزولًا، بل هو جزء من سياسة ممنهجة يمارسها الاحتلال لتصفية النشطاء والناطقين باسم المهمشين.فمن إطلاق الرصاص، إلى احتجاز الجثمان، إلى شروط التسليم المهينة، إلى تبرئة القاتل، يتجلى الإجرام الصهيوني بجميع وجوهه: من القتل العمد إلى التواطؤ القضائي والتغطية السياسية.

التعليقات (0)