تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

كشف موقع أكسيوس الأميركي، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي رفيع، أن قطر قدّمت مقترحًا محدثًا لصفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتم إرساله إلى كل من الكيان الصهيوني وحركة حماس، وبينما تلقّت الأطراف المسودة الجديدة، لم ترد الحركة الفلسطينية رسميًا بعد، وهو ما يفتح الباب أمام مرحلة تفاوضية "طويلة وصعبة"، وفق تعبير المسؤول الإسرائيلي.

تعديلات شكلية دون تغييرات جوهرية

وبحسب المصدر ذاته، فإن المقترح القطري يتضمن بعض الصياغات المختلفة مقارنة بمقترح ويتكوف الذي كان محل نقاش في الجولات السابقة، إلا أن التغييرات "ليست جوهرية"، ما يشير إلى استمرار الخلافات حول البنود الأساسية المتعلقة بوقف العدوان والضمانات المتبادلة.

ويرى مراقبون أن الاحتلال يسعى، من خلال هذه التسريبات، إلى ممارسة ضغط سياسي على الوسطاء الإقليميين، لا سيما في ظل تصاعد الأصوات داخل المجتمع الدولي المطالبة بوقف العدوان وإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات.

حماس تدرس.. والتصعيد مستمر

وفي الوقت الذي لم تصدر فيه "حماس" أي تعليق رسمي على المقترح، تشير تقارير إلى أن الحركة تتريث في الرد لحين تقييم الضمانات المتعلقة بوقف إطلاق النار، وآلية تنفيذ بنود الصفقة المحتملة، في ظل التجارب السابقة التي شهدت نقض الاحتلال لتعهداته.

وفي هذا السياق، تتواصل عمليات القصف الإسرائيلي المكثف على أحياء مكتظة في غزة، ما يهدد بفشل أي مسار تفاوضي إذا لم تُترجم المقترحات إلى وقف فوري للعدوان، ورفع الحصار، وإدخال المساعدات الإنسانية دون تأخير.

تحديات المبادرة القطرية: هل تنجح الدبلوماسية أمام آلة العدوان؟

ورغم الدعم الإقليمي المتنامي للمبادرة القطرية، يبقى نجاحها رهينًا بمدى استعداد الكيان الصهيوني لوقف العدوان المتواصل ضد المدنيين، والتزامه بفتح المعابر وإنهاء سياسة العقاب الجماعي المفروضة على غزة.

المجتمع الدولي من جهته مدعوّ إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وعدم الاكتفاء بدور المتفرج في ظل تفاقم الوضع الإنساني.