ماذا تعني هذه الأرقام؟ تحليل وتوقعات

الإنفاق العسكري العالمي 2024: قراءة في الأرقام والاتجاهات الجيوسياسية

profile
  • clock 26 يوليو 2025, 5:47:05 م
  • eye 446
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الإنفاق العسكري العالمي_ تعبيرية

موقع 180 تحقيقات

يشهد العالم في عام 2024 طفرة غير مسبوقة في الإنفاق العسكري العالمي، حيث سجل مستويات قياسية فاقت جميع السنوات السابقة. وبحسب تقارير حديثة صادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، بلغ الإنفاق العسكري العالمي هذا العام 2.46 تريليون دولار، مسجلاً زيادة بنسبة 7.4% مقارنة بعام 2023.

 أعلى زيادة سنوية منذ عقود

تتجاوز هذه الزيادة السنوية في الإنفاق العسكري معدلات الأعوام السابقة، حيث بلغت الزيادة في 2023 نحو 6.5% وفي 2022 3.5%، ما يشير إلى تصاعد النزعة نحو التسلح نتيجة التوترات الإقليمية والدولية، خاصة في أوكرانيا، غزة، والبحر الأحمر.

أوكرانيا: من الهامش إلى المركز في الإنفاق العسكري

قفزت أوكرانيا إلى المرتبة الثامنة عالميًا من حيث الإنفاق العسكري في عام 2024، بإجمالي 64.7 مليار دولار، وهو ما يعادل تقريبًا ما تنفقه فرنسا، ويضعها في مرتبة متقدمة على دول كبرى مثل إيطاليا وكندا، لكنها لا تزال خلف المملكة المتحدة وألمانيا.

مقارنة بعام 2020، تمثل هذه القفزة زيادة مذهلة بنسبة +838%، تعكس تحول أولويات البلاد الدفاعية بسبب استمرار الحرب ضد روسيا.

روسيا في المرتبة الثالثة عالميًا

احتلت روسيا المركز الثالث في قائمة أعلى الدول إنفاقًا عسكريًا، بإجمالي 149 مليار دولار، مما يؤكد تصعيدًا واضحًا في النفقات الدفاعية، خاصة في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا وتوسع الانخراط الروسي في ساحات التوتر الجيوسياسي الأخرى.

الناتو يهيمن على أكثر من نصف الإنفاق العسكري العالمي

بلغ إجمالي الإنفاق العسكري لدول حلف الناتو نحو 1.5 تريليون دولار، ما يشكل حوالي 55% من الإنفاق العالمي، ويكرّس الهيمنة الغربية في الكمّ العسكري، رغم التحديات المتصاعدة من روسيا، الصين، وبعض القوى الإقليمية في الشرق الأوسط.

أوروبا تسجّل أكبر نسبة من النمو الدفاعي

شهدت أوروبا، بما فيها روسيا، نموًا بنسبة 17% في الإنفاق العسكري، ليصل إلى 693 مليار دولار. وتُعد هذه القفزة الأكبر إقليميًا، وتأتي في ظل تفاقم الصراع في أوكرانيا و تصاعد التهديدات السيبرانية و رغبة الدول الأوروبية في تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.

الإنفاق الدفاعي كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي

ارتفع متوسط الإنفاق العسكري العالمي إلى 1.9% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، مقارنة بـ 1.8% في 2023 و 1.6% في 2022.

وهذا يؤكد أن الدفاع بات أولوية استراتيجية عالمية، في ظل هشاشة النظام الدولي والتغيرات المتسارعة في موازين القوى.

ماذا تعني هذه الأرقام؟ تحليل وتوقعات

تصاعد عسكرة السياسة الدولية بشكل مقلق، مع تغييب أدوات الدبلوماسية و الإنفاق الدفاعي لم يعد خيارًا سياسيًا بل ضرورة أمنية مفروضة بالواقع و صعود أوكرانيا في قائمة الإنفاق يعكس تحولها لقوة عسكرية ناشئة بدعم غربي و هيمنة الناتو مستمرة رقميًا، لكن فاعليتها العملياتية باتت محل تساؤل في ظل صعود تكتيكات المقاومة غير التقليدية، كما في غزة والبحر الأحمر.

التعليقات (0)