تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة من الجو والبر والبحر تسبب في كارثة إنسانية واسعة النطاق، مع تدمير البنية التحتية المدنية ونزوح عشرات الآلاف من السكان المدنيين. وأشارت الوكالة إلى أن الوضع الميداني لا يترك أي مكان آمن للمدنيين، وسط استمرار الغارات الجوية والعمليات البرية المكثفة.

تزايد الضحايا المدنيين

وفق تقارير الأونروا، فإن عشرات الآلاف من المدنيين في غزة أصبحوا ضحايا مباشرة أو غير مباشرة للقصف الإسرائيلي. وتشمل هذه الضحايا الأطفال والنساء وكبار السن، بالإضافة إلى الأشخاص الذين احتموا في المدارس والملاجئ والخيام، أو أولئك الذين خرجوا للحصول على الغذاء أو المساعدات الإنسانية الأساسية.

وأوضحت الوكالة أن القصف المتواصل للبنية التحتية أدى إلى تدمير المرافق الحيوية مثل المستشفيات، والمراكز الصحية، والمدارس، وشبكات المياه والكهرباء، مما فاقم معاناة السكان المدنيين وزاد من خطر انتشار الأمراض والأوبئة.

تدمير البنية التحتية ونزوح واسع

مع توسع العمليات البرية في مختلف مناطق غزة، تعرضت المناطق السكنية والأحياء المكتظة بالسكان إلى تدمير شامل، مما أجبر آلاف العائلات على ترك منازلها واللجوء إلى مناطق أخرى أو ملاجئ مؤقتة.

وأشارت الأونروا إلى أن النزوح المستمر أدى إلى زيادة الضغط على المراكز الإنسانية والمدارس والملاجئ المؤقتة، التي لم تعد قادرة على استيعاب العدد المتزايد من النازحين، ما أدى إلى أزمة إنسانية مركبة تشمل نقص الغذاء والماء والمستلزمات الطبية الأساسية.

استهداف المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات

سلطت الوكالة الضوء على أن العديد من المدنيين تعرضوا للقصف أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية، سواء كانت غذائية أو طبية. وأكدت الأونروا أن هذا التصرف يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويضع المدنيين في مواجهة خطر دائم، حتى أثناء محاولتهم تلبية احتياجاتهم الأساسية.

وقالت الوكالة في بيانها "ما زالت التقارير تتوالى عن ضربات تستهدف أشخاصًا احتموا في المدارس والخيام، وآخرين كانوا يحاولون الحصول على الغذاء أو أشكال أخرى من المساعدات الإنسانية".

دعوة لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين

شددت الأونروا على ضرورة حماية المدنيين في جميع الأوقات، مطالبة المجتمع الدولي والأطراف المتحاربة بوقف إطلاق النار فورًا، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررًا.

وأكدت الوكالة أن استمرار العمليات العسكرية يفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد حياة الأطفال والنساء وكبار السن، ويزيد من صعوبة وصول المنظمات الإنسانية إلى المحتاجين.

جهود الأونروا في تقديم المساعدات

رغم الظروف القاسية، تواصل الأونروا جهودها في تقديم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في غزة. وتشمل هذه الجهود توزيع المواد الغذائية الأساسية والمياه الصالحة للشرب و توفير المستلزمات الطبية والدوائية في المستشفيات والمراكز الصحية و دعم الملاجئ والمدارس التي تستقبل النازحين و تقديم المساعدات النفسية للأطفال والنساء المتضررين من النزاع.

وأكدت الوكالة أن عملها مستمر رغم المخاطر الكبيرة التي تواجه فرقها الميدانية، وأنها تسعى لضمان وصول المساعدات إلى أكبر عدد ممكن من المدنيين.

الأبعاد الإنسانية للقصف

أوضحت الأونروا أن الوضع في غزة يمثل كارثة إنسانية حقيقية، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة للغاية بسبب القصف المستمر. وتشير التقارير إلى أن الأطفال هم الأكثر تأثرًا، إذ يواجهون خطر فقدان الحياة أو الإصابة، بالإضافة إلى معاناة نفسية شديدة نتيجة الصدمات المستمرة والتهجير القسري.

كما يؤدي تدمير المدارس والمستشفيات إلى توقف الخدمات الأساسية، ويزيد من الضغط على المنظمات الإنسانية لتقديم الدعم، ما يجعل الحلول قصيرة المدى غير كافية لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

دور المجتمع الدولي

طالبت الأونروا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه حماية المدنيين في غزة، واتخاذ إجراءات فورية لضمان وقف إطلاق النار فورًا و فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية و حماية المدارس والمستشفيات والملاجئ من الاستهداف و دعم المنظمات الإنسانية لتتمكن من العمل دون عوائق.

وأكدت الوكالة أن الأزمات الإنسانية لا يمكن حلها إلا من خلال التعاون الدولي والضغط على الأطراف المتحاربة للالتزام بالقانون الدولي الإنساني.

إن الوضع في غزة كما وصفته وكالة الأونروا يمثل كارثة إنسانية متصاعدة بسبب القصف الإسرائيلي المستمر من الجو والبر والبحر، مع توسع العمليات البرية التي أدت إلى نزوح واسع وتدمير البنية التحتية.

تدعو الأونروا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية، والعمل على وقف إطلاق النار فورًا لتخفيف المعاناة الإنسانية وحماية حياة الأطفال والنساء وكبار السن في قطاع غزة.