تكبير الخط تصغير الخط

حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يخلق ضررًا غير قابل للإصلاح على حياة الملايين من الفلسطينيين، في ظل حصار خانق دخل شهره الثالث دون أفق للحل.

تسعة أسابيع من الحصار الكامل والممنهج

وفي منشور عبر حسابها الرسمي على منصة إكس (تويتر سابقًا)، أوضحت الوكالة الأممية أن إسرائيل تمنع منذ أكثر من تسعة أسابيع إدخال أي نوع من المساعدات الإنسانية أو الطبية أو حتى التجارية إلى قطاع غزة، مؤكدة أن الوضع يزداد سوءًا مع كل يوم يمر دون إغاثة.

وشددت الأونروا على أن "كلما طال أمد الحصار، تفاقم الضرر غير القابل للإصلاح على حياة عدد لا يُحصى من الفلسطينيين"، مشيرة إلى أن لديها آلاف الشاحنات الجاهزة للدخول، وأن فرقها في غزة مستعدة لتوسيع نطاق عملياتها فور السماح بذلك.

وفيات بين الأطفال بسبب الجوع ونقص الحليب العلاجي

في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة في غزة، يوم الاثنين، عن وفاة 57 طفلًا نتيجة سوء التغذية والمضاعفات الصحية، وذلك بسبب النقص الحاد في الحليب العلاجي، لا سيما للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويُعد هذا الرقم مؤشرًا مأساويًا على كارثة صحية وإنسانية تضرب القطاع، مع عجز تام في تأمين الحد الأدنى من الغذاء والعلاج اللازم للأطفال.

الاحتلال ينقلب على التهدئة ويغلق أبواب الإغاثة

تعود جذور الأزمة الراهنة إلى تنصل الاحتلال الإسرائيلي من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025.
ورغم التفاهمات التي جرى التوصل إليها بوساطات دولية، فإن الاحتلال استأنف عملياته العسكرية في 18 مارس/آذار، وفرض منذ 2 مارس حصارًا مشددًا، يمنع بموجبه دخول كافة أنواع المساعدات إلى غزة.

2.4 مليون فلسطيني مهددون بالجوع والفقر

وبحسب بيانات البنك الدولي، فإن سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة أصبحوا يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية، بعدما حولتهم حرب الإبادة إلى أفقر الفقراء، بلا مصدر دخل ولا مقومات حياة.
ومع استمرار الحصار، باتت الآلاف من الأسر الفلسطينية تواجه خطر الموت جوعًا أو بسبب الأمراض وسوء التغذية.

إبادة جماعية مستمرة بدعم أمريكي

تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل حربه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط دعم أمريكي مطلق، غير آبه بالنداءات الدولية أو أوامر محكمة العدل الدولية الداعية لوقف العدوان.
وقد أسفر هذا العدوان عن أكثر من 172 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب دمار هائل في البنية التحتية للقطاع.

كارثة إنسانية أمام أعين العالم

رغم تحذيرات الأمم المتحدة ومؤسسات الإغاثة الدولية، ما يزال الحصار مستمرًا والمساعدات ممنوعة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
ويبقى السؤال المُلِحّ: إلى متى سيواصل المجتمع الدولي الصمت أمام مجزرة التجويع والإبادة التي ترتكب على الهواء مباشرة؟