الأونروا: المجاعة تضرب غزة وصمت العالم يشجع "إسرائيل" على ضم الضفة

profile
  • clock 4 سبتمبر 2025, 12:31:32 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: شيماء مصطفى

أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن المجاعة أصبحت واقعًا مؤكدًا في محافظة غزة، محذرًا من أنها ستنتشر بسرعة في مختلف أنحاء القطاع نتيجة مباشرة للحصار الإسرائيلي الخانق. وأوضح أن الوضع الإنساني بلغ مرحلة غير مسبوقة، حيث يجد السكان أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مر: الموت جوعًا أو القتل برصاص الاحتلال خلال محاولاتهم اليائسة للوصول إلى الغذاء.

سكان بين الجوع والقتل

أكد المسؤول الأممي أن الملايين من سكان غزة يعيشون كارثة مركبة، حيث لا تتوافر أدنى مقومات الحياة من غذاء وماء ودواء. ولفت إلى أن محاولات المدنيين البحث عن الطعام تنتهي غالبًا باستهدافهم من قبل قوات الاحتلال قرب مراكز التوزيع أو أثناء التنقل في الشوارع. وكانت تقارير سابقة لمقرر الأمم المتحدة المعني بالفقر وحقوق الإنسان قد أشارت إلى أن نحو 2000 فلسطيني قُتلوا بمحيط مراكز توزيع المساعدات منذ بدء الحرب.

الحصار كسلاح حرب

أوضح المفوض العام أن الحصار المفروض على غزة حوّل التجويع إلى أداة حرب ممنهجة. وهو ما أكدته أيضًا منظمات دولية كـ "أطباء بلا حدود"، التي شددت على أن الاحتلل يستخدم سيطرته على المعابر والمساعدات لفرض مجاعة جماعية، واعتبرت ذلك جريمة حرب مكتملة الأركان. وأشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن الوضع الحالي في غزة هو "الأسوأ في التاريخ الحديث" من حيث سرعة انتشار الجوع وانهيار الأمن الغذائي.

خطر يهدد الضفة الغربية والمنطقة

لم يقتصر تحذير المفوض العام على غزة فقط، بل أشار إلى أن ضم الضفة الغربية أصبح هدفًا سياسيًا معلنًا للاحتلال، في ظل غياب أي رد فعل دولي جاد. وأكد أن هذا المسار، إن تُرك دون ردع، سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، مشيرًا إلى أن استمرار الصمت العالمي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية يشجعها على التمادي في مخططاتها.

صمت دولي ومعارضة داخلية

يأتي هذا التحذير في وقت يتصاعد فيه الغضب الشعبي والدولي من الجرائم الإسرائيلية، لكن دون إجراءات عملية لوقفها. فبينما تكتفي بعض الدول بانتقادات لفظية، يستمر الاحتلال في حربه بلا هوادة. وفي المقابل، يتعمق الانقسام الداخلي في إسرائيل، حيث رفض جنود احتياط المشاركة في الهجوم على غزة وفضلوا السجن على القتال، معتبرين أن الحرب بلا أهداف واضحة ويطيلها نتنياهو فقط لضمان بقائه السياسي.

حرب إبادة ممتدة

منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، ارتكب الاحتلال مجازر يومية بحق المدنيين، وأدى الحصار إلى انهيار النظام الصحي والمائي والغذائي. وأسفرت الحرب عن استشهاد عشرات الآلاف، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى تهجير أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع. ومع استمرار صمت المجتمع الدولي وعجزه عن التدخل، تزداد المخاوف من أن تتحول غزة إلى بؤرة مجاعة وإبادة جماعية علنية أمام أنظار العالم.

التعليقات (0)