-
℃ 11 تركيا
-
6 سبتمبر 2025
الأونروا: وقف إطلاق النار ضرورة لإنقاذ التعليم في غزة ومواجهة تداعيات الاستهداف الإسرائيلي
صمت دولي مثير للقلق
الأونروا: وقف إطلاق النار ضرورة لإنقاذ التعليم في غزة ومواجهة تداعيات الاستهداف الإسرائيلي
-
1 سبتمبر 2025, 1:04:05 م
-
426
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والذي خلّف آلاف الشهداء والجرحى ودمارًا واسعًا في البنية التحتية، حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من التداعيات الكارثية التي يواجهها قطاع التعليم في غزة والضفة الغربية نتيجة القصف الإسرائيلي الممنهج.
وقال المستشار الإعلامي للأونروا في تصريحات حصرية لقناة الجزيرة، إن الوكالة تطالب بـ وقف إطلاق النار فورًا، مؤكدة استعدادها لاستئناف العملية التعليمية حتى في الخيام، في إشارة إلى حجم الدمار الذي لحق بالمدارس والمرافق التعليمية في القطاع.
تدمير البنية التعليمية في غزة
منذ بداية العدوان، استهدفت طائرات الاحتلال عشرات المدارس، بما فيها مدارس الأونروا التي كانت تأوي آلاف النازحين. كثير من هذه المدارس تعرض للتدمير الكلي أو الجزئي، فيما تحولت أخرى إلى مراكز إيواء غير صالحة للعملية التعليمية.
وأوضح المستشار الإعلامي أن استهداف الاحتلال لقطاع التعليم ليس مجرد خسارة للبنية التحتية، بل هو جريمة مضاعفة تستهدف المستقبل الفلسطيني، إذ يحرم آلاف الأطفال من حقهم الأساسي في التعليم، وهو ما سيترك تداعيات طويلة الأمد على المجتمع بأسره.
التعليم في خيام: رسالة صمود
ورغم الظروف القاسية، شددت الأونروا على استعدادها لتوفير العملية التعليمية حتى في الخيام أو الملاجئ المؤقتة، باعتبار أن التعليم يمثل شريان الحياة للأطفال الفلسطينيين، ويمنحهم الأمل في المستقبل رغم الدمار والحرمان.
وأكدت الوكالة أن العودة إلى التعليم، ولو بأبسط الوسائل، تعتبر خطوة جوهرية في الحفاظ على هوية الأطفال ومنع ضياع جيل كامل في دوامة الحرب والتهجير.
تداعيات استهداف التعليم
حذرت الأونروا من أن الاستمرار في استهداف المدارس والجامعات ستكون له تداعيات خطيرة على المدى القريب والبعيد، منها:
حرمان جيل كامل من حق التعليم، ما يؤدي إلى ارتفاع نسب الأمية والبطالة والفقر.
تأثيرات نفسية عميقة على الأطفال الذين يعيشون أجواء الحرب وفقدان الاستقرار.
انهيار فرص التنمية البشرية، إذ يشكل التعليم أساس بناء المجتمعات.
إضعاف النسيج الاجتماعي الفلسطيني، مع تفشي الإحباط واليأس بين الشباب.
وأضاف المستشار الإعلامي أن الاحتلال يسعى من خلال هذه السياسة إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني، غير أن إرادة التعليم أقوى من القصف والدمار.
نداء عاجل لوقف إطلاق النار
جددت الأونروا دعوتها إلى المجتمع الدولي، وبخاصة الأمم المتحدة والدول الفاعلة، من أجل الضغط على الاحتلال لوقف العدوان فورًا، وفتح المجال أمام استئناف الحياة الطبيعية في غزة.
وأكدت الوكالة أن استمرار الحرب يهدد مستقبل أكثر من مليون طالب فلسطيني، بينهم ما يقارب 300 ألف طالب يعتمدون على مدارس الأونروا بشكل مباشر.
صمت دولي مثير للقلق
رغم التحذيرات المتكررة من الأونروا ومنظمات حقوق الإنسان، يظل الصمت الدولي سيد الموقف، إذ لم يتخذ مجلس الأمن أو القوى الكبرى أي خطوات عملية لوقف استهداف المدنيين وقطاع التعليم.
واعتبرت الأونروا أن هذا الصمت يمثل تواطؤًا غير مباشر مع الاحتلال، ويجعل من المجتمع الدولي شريكًا في الجريمة، خصوصًا أن الحق في التعليم حق مكفول بموجب القانون الدولي واتفاقيات حماية الأطفال.
التعليم كحق إنساني غير قابل للمساومة
شدد المستشار الإعلامي للأونروا على أن التعليم ليس رفاهية يمكن الاستغناء عنها في أوقات الأزمات، بل هو حق أساسي لا يقل أهمية عن الغذاء والدواء والمأوى.
وأضاف أن استهداف المدارس والجامعات يضع الاحتلال تحت طائلة المساءلة الدولية، إذ أن ضرب المؤسسات التعليمية يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.
أمل رغم الألم
رغم حجم المأساة، أبدى المستشار الإعلامي تفاؤله بقدرة الشعب الفلسطيني على تجاوز المحنة، مشيرًا إلى أن التعليم في الخيام ليس مجرد حل مؤقت، بل هو تعبير عن عزيمة وصمود الشعب الفلسطيني الذي يرفض الاستسلام لمحاولات محوه من الوجود.
وأكد أن الأونروا، رغم قلة الإمكانيات ونقص التمويل، ستواصل أداء رسالتها في رعاية اللاجئين الفلسطينيين، وتوفير فرص التعليم لهم، إيمانًا منها بأن التعليم هو السلاح الأقوى لمواجهة الاحتلال.
دور المجتمع المدني والدعم الدولي
دعت الأونروا مؤسسات المجتمع المدني والدول المانحة إلى تقديم الدعم العاجل لإعادة إعمار المدارس، وتوفير المستلزمات التعليمية للأطفال، بما يضمن استمرار العملية التعليمية وعدم ضياع مستقبل الطلاب.
وطالبت الوكالة أيضًا بإنشاء صندوق دولي عاجل لإعادة تأهيل المدارس والبنية التعليمية في غزة والضفة الغربية، مشيرة إلى أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في السلام والاستقرار.
تصريحات المستشار الإعلامي للأونروا لقناة الجزيرة تكشف حجم الكارثة التي يواجهها التعليم في غزة والضفة الغربية جراء العدوان الإسرائيلي، وتؤكد أن وقف إطلاق النار الفوري ليس مجرد مطلب سياسي، بل هو ضرورة إنسانية لإنقاذ جيل بأكمله من الضياع.
ورغم الدمار، فإن استعداد الأونروا لاستئناف التعليم حتى في الخيام يبعث رسالة قوية للعالم مفادها أن الشعب الفلسطيني يتمسك بحقه في الحياة والتعليم والحرية، مهما حاول الاحتلال طمس الهوية الفلسطينية.










