تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أفاد مراسل قناة الجزيرة اليوم عن قصف إسرائيلي استهدف مبنى سكنيًا في الحي النمساوي مقابل المستشفى الميداني الأردني غربي خان يونس، في تصعيد جديد للأحداث العسكرية في قطاع غزة. يأتي هذا الهجوم في ظل تصاعد التوترات بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين، وسط مخاوف متزايدة على حياة المدنيين والأضرار في البنية التحتية المدنية.

تفاصيل القصف ومكان وقوعه

وأشار المراسل إلى أن القصف وقع بالقرب من المستشفى الميداني الأردني، ما يزيد من خطورة الوضع على المدنيين والكوادر الطبية العاملة في المكان. ويعد الحي النمساوي أحد المناطق السكنية المكتظة، حيث يعيش فيه مئات العائلات، الأمر الذي يعكس حجم المخاطر المحتملة على السكان.

وأكد شهود عيان أن دوي الانفجارات كان قويًا، وأسفر عن تدمير أجزاء من المبنى السكني وتضرر المباني المجاورة. وتعمل فرق الدفاع المدني على استخراج المدنيين من تحت الأنقاض، بينما تستمر سيارات الإسعاف في نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة.

الأضرار البشرية والمادية

حتى اللحظة، لم تصدر أرقام رسمية عن عدد الضحايا، إلا أن المصادر المحلية أشارت إلى وجود إصابات بين المدنيين بينهم نساء وأطفال. كما ألحقت الأضرار بالقسم الأكبر من المبنى المستهدف، مع تهدم بعض الشقق بالكامل، وهو ما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية في المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن قرب المبنى من المستشفى الميداني الأردني يجعل الأمر أكثر خطورة، حيث تهدد القذائف سلامة الطواقم الطبية والمرضى، وتعيق عمل الفرق الإسعافية في تقديم المساعدات الضرورية.

السياق العام للتصعيد في غزة

تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة خلال الأيام الماضية، والتي أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، إضافةً إلى تدمير العديد من المنازل والبنية التحتية المدنية. ويواجه السكان الفلسطينيون أزمة متزايدة بسبب استمرار الحصار وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية، خصوصًا في المناطق الأكثر تضررًا مثل خان يونس ورفح ووسط القطاع.

وقد سجلت المستشفيات في غزة ارتفاعًا كبيرًا في أعداد الجرحى، مع نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يضاعف معاناة المدنيين ويهدد حياة الأطفال والنساء وكبار السن.

ردود الفعل المحلية والدولية

على الصعيد المحلي، أصدرت الفصائل الفلسطينية بيانات تدين القصف الإسرائيلي وتؤكد على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، محذرةً من استمرار الهجمات التي تستهدف المدنيين والمباني السكنية.

أما على المستوى الدولي، فقد أعربت المنظمات الإنسانية عن قلقها البالغ إزاء الاستهداف المباشر للمناطق المدنية والمستشفيات، داعيةً إلى ضرورة توفير حماية عاجلة للمدنيين وفتح ممرات آمنة لتقديم المساعدات الإنسانية. وشددت على أن القصف بالقرب من المستشفيات يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

الوضع الإنساني في خان يونس

يعاني سكان خان يونس منذ سنوات من أزمة حادة في الخدمات الأساسية بسبب الحصار المستمر والنقص في الموارد. ويزيد تصعيد القصف العسكري من هشاشة الأوضاع، حيث يتعرض الأطفال والنساء وكبار السن لمخاطر مباشرة، إضافةً إلى نزوح آلاف العائلات من منازلها بحثًا عن مأوى آمن.

المدارس والمستشفيات تتأثر بشكل كبير، مع توقف بعض المراكز عن العمل نتيجة القصف، مما يزيد من صعوبة تقديم الخدمات الأساسية ويزيد العبء على السكان.

جهود الإغاثة والطوارئ

على الرغم من المخاطر، تعمل فرق الدفاع المدني والإسعاف على إنقاذ المدنيين وإخلاء الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات، بينما تحاول بعض المنظمات الإنسانية تقديم المساعدات الطارئة مثل الغذاء والمياه والأدوية.

إلا أن استمرار القصف وصعوبة الوصول إلى المناطق المستهدفة يمثلان تحديًا كبيرًا، ويستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا لضمان سلامة المدنيين وتقديم الدعم اللازم للمستشفيات المتضررة.

أثر التصعيد على الأطفال والنساء

يشكل الأطفال والنساء الشريحة الأكثر ضعفًا في خان يونس، حيث يعيشون تحت تهديد مستمر من القصف والدمار. وتشير التقارير إلى ارتفاع حالات الصدمة النفسية بين الأطفال، إضافة إلى فقدان بعضهم لأقاربهم ومساكنهم، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية والنفسية في القطاع.

القصف الإسرائيلي على مبنى سكني في الحي النمساوي مقابل المستشفى الميداني الأردني غرب خان يونس يمثل تصعيدًا خطيرًا يهدد حياة المدنيين ويضاعف الأزمة الإنسانية في القطاع. ومع استمرار الهجمات، يواجه السكان المدنيون مخاطر جسيمة على حياتهم وممتلكاتهم، وتستدعي الحاجة تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لحماية الأبرياء وضمان وصول المساعدات الإنسانية.