القطاع الصحي على حافة الانهيار

عاجل | الأونروا: غزة تحتاج 600 شاحنة مساعدات يومياً لتفادي الكارثة الإنسانية

profile
  • clock 31 أغسطس 2025, 1:11:48 م
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في تصريح عاجل، أكدت مديرة المكتب الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع غزة أن القطاع يحتاج بشكل يومي إلى 500 إلى 600 شاحنة مساعدات إنسانية على الأقل، وذلك لتلبية الاحتياجات الأساسية لأكثر من مليوني إنسان يعيشون أوضاعاً مأساوية في ظل الحرب المستمرة والحصار المفروض منذ أشهر.

 

هذا الإعلان يسلط الضوء مجدداً على حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، حيث يواجه السكان نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب والوقود، إضافة إلى انهيار شبه كامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية.

الحصار ونقص المساعدات

منذ اندلاع الحرب الأخيرة، بات إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يتم بشكل محدود جداً، إذ لا تتجاوز أعداد الشاحنات التي يسمح بدخولها يومياً عشرات قليلة، وهو رقم لا يغطي حتى الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية.

بحسب تقديرات الأونروا والمنظمات الدولية، فإن عدد الشاحنات الذي يدخل حالياً لا يتجاوز 10 – 15% من المطلوب، ما يفاقم من معاناة السكان ويعرض حياة الآلاف للخطر، خصوصاً الأطفال والمرضى وكبار السن.

كما أن المساعدات التي تصل غالباً لا تتنوع بالشكل الكافي لتلبية الاحتياجات المختلفة، حيث تتركز على المواد الغذائية الأساسية، في حين يبقى النقص واضحاً في الأدوية والمستلزمات الطبية ومواد الإغاثة الضرورية.

أزمة الغذاء والمياه

تشير تقارير المنظمات الإنسانية إلى أن أكثر من 80% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، حيث لم تعد العائلات قادرة على الحصول على وجبات متكاملة أو غذاء صحي.

أما أزمة المياه فهي لا تقل خطورة، إذ إن شبكات المياه والصرف الصحي تعرضت لدمار واسع، ما جعل معظم السكان يعتمدون على مصادر مياه غير آمنة، وهو ما يهدد بانتشار الأوبئة والأمراض.

القطاع الصحي على حافة الانهيار

من بين أكثر القطاعات المتضررة في غزة، يأتي القطاع الصحي الذي يواجه وضعاً كارثياً. فالمستشفيات تعمل بأقل من 30% من طاقتها، وتعاني من نقص حاد في الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، إضافة إلى انعدام الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية.

وحذرت وزارة الصحة في غزة مراراً من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى ارتفاع أعداد الوفيات، خصوصاً بين مرضى السرطان وأصحاب الأمراض المزمنة والجرحى الذين يحتاجون إلى عمليات عاجلة.

تصريحات الأونروا ورسائل الاستغاثة

أكدت مديرة المكتب الإعلامي للأونروا في غزة أن الوكالة توجه يومياً رسائل استغاثة إلى المجتمع الدولي بضرورة الضغط من أجل إدخال المساعدات بشكل آمن ومنتظم.

وقالت إن الاحتياجات لا تقتصر فقط على الغذاء والدواء، بل تشمل أيضاً مواد البناء والوقود والمستلزمات الأساسية لإعادة تشغيل محطات الكهرباء والمياه والصرف الصحي.

وشددت على أن 500 – 600 شاحنة يومياً هي الحد الأدنى المطلوب لإنقاذ الوضع الإنساني، مؤكدة أن استمرار إدخال أعداد محدودة من الشاحنات لا يمكن أن يلبي احتياجات أكثر من مليوني إنسان يعيشون تحت الحصار.

الموقف الدولي والجهود المبذولة

رغم الدعوات المتكررة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان، لا تزال المساعدات تصل إلى غزة ببطء شديد وبكميات محدودة.

وقد طالبت منظمات دولية بضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة تسمح بإدخال المساعدات دون عوائق، خصوصاً مع تفاقم الأوضاع الإنسانية التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها "غير مسبوقة".

كما أن دولاً عدة عبرت عن استعدادها لإرسال مساعدات إضافية، لكن العائق الأكبر يبقى في إدخالها بشكل منظم وسريع إلى داخل القطاع.

معاناة المدنيين

في الوقت الذي تستمر فيه الأزمة، يعيش المدنيون في غزة ظروفاً قاسية، حيث تفتقر العائلات إلى المأوى الآمن بعد تدمير آلاف المنازل، فيما يضطر الكثيرون للنوم في المدارس أو الشوارع.

كما يعاني الأطفال بشكل خاص من سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية، وهو ما ينذر بظهور جيل كامل يعاني من آثار هذه الكارثة الإنسانية على المدى الطويل.

الأونروا ودورها الإغاثي

تعتبر الأونروا واحدة من أهم الجهات التي تقدم الخدمات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، حيث توفر التعليم والرعاية الصحية والغذاء لملايين اللاجئين في مناطق عدة، وعلى رأسها غزة.

ومع تدهور الأوضاع، تواجه الأونروا تحديات مالية ضخمة نتيجة تراجع الدعم الدولي، ما يجعلها غير قادرة وحدها على تلبية كل الاحتياجات، ويزيد من اعتمادها على المجتمع الدولي لتأمين التمويل اللازم.

إن تصريح مديرة المكتب الإعلامي للأونروا في غزة حول حاجة القطاع إلى 500 – 600 شاحنة مساعدات يومياً يعكس عمق الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان.

الأزمة الحالية ليست مجرد نقص في الغذاء أو الدواء، بل هي انهيار شامل لمقومات الحياة يهدد مستقبل أكثر من مليوني إنسان.

ولذلك فإن التحرك الدولي العاجل والضغط من أجل فتح ممرات إنسانية آمنة بات ضرورة ملحة، لإنقاذ أرواح المدنيين ووقف تدهور الوضع الإنساني قبل أن يصل إلى نقطة اللاعودة.

التعليقات (0)