كاهن كاثوليكي يطلق نداءً إنسانيًا: "لا تنسوا غزة

الأب رومانيلي: غزة تُقتل في صمت والعالم انشغل بالحرب مع إيران

profile
  • clock 18 يونيو 2025, 11:52:01 ص
  • eye 423
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الأب غابريال رومانيلي

محمد خميس

في نداء مؤثر، حذّر الأب غابريال رومانيلي، كاهن رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة، من تجاهل الكارثة الإنسانية المتواصلة في القطاع، مؤكدًا أن الأنظار العالمية انصرفت نحو الحرب بين إسرائيل وإيران، بينما يُقتل المدنيون يوميًا في غزة دون أدنى اكتراث.

"غزة جبهة منسية".. والموت يومي في رفح وشمال القطاع

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الكنسية الإيطالية (SIR)، قال رومانيلي إن شمال غزة بات مدمّرًا بالكامل، فيما لا تزال مدينة رفح جنوبًا تشهد سقوط عشرات الضحايا يوميًا. وأوضح أن إسرائيل باتت تنظر إلى غزة كـ"جبهة ثانوية"، في ظل تصاعد التوترات مع إيران، ما ضاعف معاناة سكان القطاع.

وأضاف: "لا أحد يتحدث عن غزة اليوم... مع أن المأساة مستمرة"، محذرًا من تطبيق المقولة الشهيرة: "بعيد عن العين، بعيد عن القلب"، على واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.

المسيحيون في غزة بين القصف والعوز.. كنائس مستهدفة ومجتمع محاصر

رومانيلي، الذي يؤوي نحو 500 مهجّر داخل كنيسة العائلة المقدسة، بينهم أطفال معوقون ومرضى، أوضح أن القصف لا يتوقف، وأن شظايا الانفجارات تصل إلى محيط الكنيسة في حي الزيتون. وأشار إلى أن المجتمعات المسيحية في غزة، من أقدم التجمعات المسيحية في العالم، تعيش اليوم حالة من الحصار والتهجير والاستهداف المباشر.

وقد قُتل ما لا يقل عن 30 مسيحيًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي، من بينهم عائلات بكاملها، نتيجة قصف استهدف منازلهم وكنائسهم، لا سيما كنيسة القديس بورفيريوس الأرثوذكسية، وكنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية، وكنيسة القديس توما.

أزمات إنسانية خانقة.. والأسعار تحلّق وسط مجاعة مستمرة

وصف رومانيلي الأوضاع بأنها "مخزية"، مؤكدًا أن السكان يناضلون من أجل لقمة العيش. وكشف أن سعر كيلوغرام البن وصل إلى ألف شيكل (نحو 250 يورو)، ما اضطر العائلات إلى بيع ممتلكاتها أو اللجوء إلى وسائل غير مألوفة لتأمين الغذاء، في ظل انهيار منظومات الدعم والتموين.

وأضاف أن الرعية تساعد آلاف العائلات المسلمة المجاورة بما تبقّى من المخزون، في وقت بدأت فيه المواد الغذائية تنفد، والأسعار تشهد ارتفاعات جنونية.

الصلاة والمساعدة النفسية.. بارقة أمل وسط الدمار

رغم هذه الظروف القاسية، أشار رومانيلي إلى استمرار المتطوعين في تنظيم أنشطة ترفيهية ونفسية للأطفال، بينها كتابة مذكرات ورسوم عن سير القديسين، بهدف بث الأمل. وقال: "الحرب ستنتهي، لكننا لا نعرف متى. حتى ذلك الحين، سنواصل الصمود بفضل الصلاة والمساعدة المتبادلة".

المجتمع الدولي صامت.. والإبادة مستمرة

ووجّه الأب رومانيلي انتقادًا شديدًا للصمت الدولي، مشددًا على أن المجتمع الدولي يجب ألا يتغافل عن الكارثة في غزة. ولفت إلى أن المأساة لا تخص الفلسطينيين وحدهم، بل تمسّ الإنسانية جمعاء.

يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل، منذ 7 أكتوبر 2023، شنّ إبادة جماعية في قطاع غزة، خلفت حتى الآن نحو 184 ألف شهيد وجريح، معظمهم نساء وأطفال، إضافة إلى 11 ألف مفقود، ومجاعة تهدد حياة مئات الآلاف، في وقت لا تزال فيه إسرائيل تغلق جميع المعابر وتمنع دخول المساعدات.

التعليقات (0)