تكبير الخط تصغير الخط

في مشهد يجمع بين الفرح بالحرية والألم الذي خلفته رصاصات الاحتلال، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، عن الأسير الجريح طارق محمد بني عودة (19 عاماً) من محافظة طوباس، حيث جرى نقله مباشرة إلى المستشفى الحكومي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة لتلقي العلاج.

اعتقال وسط الدماء

طارق، الشاب العشريني من بلدة طمون، اعتُقل في مايو الماضي من منزله، بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار عليه وأصابوه في قدميه. لم تكن الإصابة مجرد جرح عابر، فقد تسببت في بتر إحدى قدميه لاحقاً، لتتحول حياته منذ تلك اللحظة إلى سلسلة من المعاناة الجسدية والنفسية.

رحلة علاج تحت القيود

بعد إصابته، نُقل بني عودة إلى مستشفى العفولة الإسرائيلي، وهناك بقي محتجزاً تحت الحراسة المشددة، يتلقى العلاج وهو أسير، إلى أن أفرج عنه اليوم، حاملاً جراحه وآثار قيد الاحتلال.

انتهاكات ممنهجة

بحسب مؤسسات حقوقية مختصة بشؤون الأسرى، فإن ما تعرض له طارق جزء من نهج إسرائيلي متصاعد في استهداف الفلسطينيين، خاصة الأسرى، بأساليب "ترقى لجرائم حرب"، في ظل حرب الإبادة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.

هذه الحرية التي نالها طارق اليوم، وإن كانت تنهي فصلاً من الاعتقال، إلا أنها تفتح أمامه فصلاً آخر من مواجهة الحياة بإرادة أقوى من الألم، وسط واقع يواصل الاحتلال فيه سياساته القمعية بحق أبناء شعبه.