تأثير الدعوة على المشهد السياسي

حماس تدعو جماهير الضفة الغربية للمشاركة الواسعة في فعاليات الغضب والنصرة

profile
  • clock 14 أغسطس 2025, 1:01:57 م
  • eye 415
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
حماس

محمد خميس

دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" جماهير الشعب الفلسطيني في كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية إلى المشاركة الواسعة يوم غد في فعاليات الغضب والنصرة، ردًا على ما وصفته بـ "مشاريع الاحتلال الإجرامية" المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

الدعوة للميدان والتصعيد الشعبي

أكدت حماس في بيانها أن الرد الحقيقي على سياسات الاحتلال يكون من خلال الميدان، عبر التصعيد الشعبي والمقاومة بجميع أدواتها، معتبرة أن هذه هي الوسيلة الأنجع لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وصدّ محاولات التهويد والسيطرة على الأرض.
وأضافت الحركة أن التصعيد الميداني هو رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام استمرار الاعتداءات، وأن إرادة المقاومة ستبقى حاضرة مهما كانت التحديات.

تصاعد التوتر في الضفة الغربية

تشهد الضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة حالة من التوتر الشديد، مع ازدياد اقتحامات قوات الاحتلال للمناطق الفلسطينية، وارتفاع وتيرة الاعتقالات والمداهمات الليلية. كما تصاعدت المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجيش الاحتلال في عدة نقاط تماس، خصوصًا في نابلس وجنين والخليل.
ويرى مراقبون أن دعوة حماس الأخيرة تأتي في سياق الرد على هذه التطورات الميدانية، بهدف رفع مستوى الضغط الشعبي، وإرسال رسالة سياسية وأمنية في آن واحد.

دور المقاومة الشعبية

تؤكد حماس أن المقاومة الشعبية بأشكالها المختلفة هي خط الدفاع الأول عن الأرض والحقوق الفلسطينية، وأن فعاليات الغضب والنصرة ليست مجرد احتجاجات رمزية، بل جزء من إستراتيجية شاملة لإبقاء القضية الفلسطينية حيّة على جدول اهتمامات العالم.
ويشير محللون إلى أن الحشد الجماهيري الواسع في الضفة الغربية يمكن أن يغير موازين القوى على الأرض، خاصة إذا ترافق مع تحركات موازية في قطاع غزة والداخل الفلسطيني.

ردود فعل متوقعة

يتوقع أن تشهد دعوة حماس استجابة واسعة من مختلف القوى والفصائل الفلسطينية، حيث تتلاقى الدعوات الشعبية مع حالة الغضب العام الناتجة عن التصعيد الإسرائيلي.
في المقابل، قد تتخذ قوات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة لمواجهة أي تصعيد، بما في ذلك إغلاق بعض المناطق أو فرض قيود على الحركة، وهو ما قد يزيد من حدة التوتر.

تأثير الدعوة على المشهد السياسي

سياسيًا، قد تعكس هذه الدعوة رغبة حماس في إعادة ترتيب أولويات الساحة الفلسطينية، وربط النضال الشعبي بالمشروع الوطني المقاوم. كما أنها قد تضع السلطة الفلسطينية في موقف حساس، خاصة في ظل الانتقادات الموجهة لها بشأن التنسيق الأمني مع الاحتلال.
من جهة أخرى، قد تستغل حماس هذه الفعاليات لإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي بأن الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه، ولن يتراجع أمام الضغوط السياسية أو العسكرية.

المسجد الأقصى محور الصراع

لا يمكن فصل دعوة حماس الأخيرة عن التطورات في المسجد الأقصى، حيث تزايدت اقتحامات المستوطنين بحماية الجيش الإسرائيلي، إلى جانب فرض قيود على دخول المصلين.
وتعتبر الحركة أن الدفاع عن الأقصى واجب وطني وديني، وأن فعاليات الغضب هي جزء من معركة أوسع لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من محاولات التهويد.

سيناريوهات الأيام المقبلة

مع اقتراب موعد الفعاليات، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة، بدءًا من مظاهرات سلمية حاشدة، وصولًا إلى مواجهات ميدانية عنيفة مع قوات الاحتلال.
ويرى خبراء أن طريقة تعامل الجيش الإسرائيلي مع هذه الفعاليات ستحدد ما إذا كانت الأمور ستتجه نحو تهدئة نسبية أو نحو تصعيد أكبر قد يمتد لأيام أو أسابيع.

تأتي دعوة حماس في وقت بالغ الحساسية، حيث تتقاطع التوترات الميدانية مع الأزمات السياسية والاقتصادية التي يعانيها الفلسطينيون. ومع استمرار مشاريع الاستيطان وعمليات التهجير القسري، يبدو أن الشارع الفلسطيني يتجه نحو مرحلة جديدة من الحراك الشعبي، قد تعيد للأذهان مشاهد الانتفاضات السابقة.
وفي ظل هذه المعطيات، تبقى أعين الجميع متجهة نحو الضفة الغربية يوم غد، لمعرفة حجم الاستجابة الشعبية وتأثيرها على مجريات الأحداث في فلسطين والمنطقة.

التعليقات (0)