-
℃ 11 تركيا
-
14 أغسطس 2025
عاجل | سرايا القدس تعلن تفجير آليتين عسكريتين صهيونيتين بعبوات مضادة للدروع في حي الزيتون
الأبعاد الاستراتيجية للعملية
عاجل | سرايا القدس تعلن تفجير آليتين عسكريتين صهيونيتين بعبوات مضادة للدروع في حي الزيتون
-
14 أغسطس 2025, 5:03:27 م
-
410
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سرايا القدس
محمد خميس
في تطور ميداني جديد يعكس تصاعد وتيرة العمليات العسكرية في قطاع غزة، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، صباح اليوم الخميس، مسؤوليتها عن تفجير آليتين عسكريتين صهيونيتين بعبوات مضادة للدروع، وذلك أثناء محاولتهما التوغل في حي الزيتون شرق مدينة غزة مساء أمس.
العملية، التي وصفتها مصادر في المقاومة بـ"النوعية"، جاءت في إطار الرد على استمرار العدوان الإسرائيلي وعمليات التوغل المحدودة التي ينفذها جيش الاحتلال في مناطق مختلفة من القطاع.
تفاصيل العملية الميدانية
وفقًا للبيان العسكري الصادر عن سرايا القدس، فقد نصبت وحدة الهندسة التابعة لها كمينًا محكمًا لآليتين مدرعتين من طراز "ميركافا" أثناء تقدمهما في أحد الشوارع الفرعية بحي الزيتون. وأوضح البيان أن مقاتلي السرايا تمكنوا من زرع عبوات شديدة الانفجار مضادة للدروع، وتفجيرها في التوقيت المناسب، ما أدى إلى إعطاب الآليتين بشكل مباشر وإيقاع إصابات مؤكدة في صفوف طاقميهما.
وأضافت السرايا أن العملية جاءت بعد رصد تحركات القوات الإسرائيلية في المنطقة لساعات، حيث جرى تتبع مسار تقدمها وتحديد نقطة الاشتباك الأمثل، ما يعكس مستوى عالٍ من التخطيط والدقة في التنفيذ.
السياق الميداني والتصعيد في غزة
تأتي هذه العملية في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث تشهد أحياء عدة، خاصة في المناطق الشرقية، عمليات توغل محدودة يتخللها قصف مدفعي وجوي، يستهدف البنية التحتية والمنازل، ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى في صفوف المدنيين.
وفي المقابل، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها سرايا القدس وكتائب القسام، تنفيذ عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال، مستخدمة تكتيكات متطورة تجمع بين الكمائن الميدانية وضربات القنص وقصف مواقع التجمعات العسكرية بالصواريخ وقذائف الهاون.
حي الزيتون… ساحة اشتباك مستمرة
يُعتبر حي الزيتون من أبرز المناطق الساخنة في مدينة غزة خلال السنوات الأخيرة، حيث يشهد مواجهات متكررة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، نظرًا لموقعه الجغرافي الحيوي واتصاله بعدة محاور تؤدي إلى عمق المدينة.
وتشير المعطيات الميدانية إلى أن الاحتلال يحاول بين الحين والآخر التوغل في الحي بهدف جمع المعلومات الاستخباراتية أو تدمير بنية المقاومة، إلا أن هذه المحاولات غالبًا ما تواجه برد قوي من المقاتلين الفلسطينيين الذين يمتلكون خبرة كبيرة في إدارة المعارك داخل الأحياء السكنية.
الأبعاد الاستراتيجية للعملية
يرى محللون عسكريون أن تفجير آليتين مدرعتين في عملية واحدة يحمل رسائل ميدانية وسياسية في آن واحد. فمن الناحية الميدانية، يؤكد ذلك قدرة المقاومة على استنزاف القوات الإسرائيلية وإيقاع خسائر في صفوفها رغم التفوق التكنولوجي الكبير في سلاح المدرعات الإسرائيلي.
أما من الناحية السياسية، فإن العملية تأتي في وقت تتزايد فيه الدعوات الإسرائيلية إلى تشديد القبضة العسكرية على غزة، وهو ما تحاول المقاومة مواجهته من خلال إظهار قدرتها على الردع ومنع الاحتلال من تحقيق أهدافه على الأرض.
ردود الفعل الفلسطينية والإسرائيلية
في الجانب الفلسطيني، لاقت العملية ترحيبًا واسعًا بين المواطنين، حيث اعتبروها دليلًا على صمود المقاومة واستمرارها في الدفاع عن القطاع. وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات توثق لحظة الانفجار، مرفقة بعبارات تمجد المقاومة وتؤكد دعمها.
أما في الجانب الإسرائيلي، فقد امتنعت المتحدثة باسم الجيش عن تأكيد أو نفي وقوع إصابات في صفوف القوات، مكتفية بالقول إن "الجيش يحقق في الحادث". ومع ذلك، أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن الانفجار كان قويًا وأدى إلى تعطيل حركة القوات في المنطقة لفترة زمنية طويلة.
العمليات المضادة للدروع… تكتيك قديم يتجدد
تعتمد المقاومة الفلسطينية منذ سنوات على العبوات المضادة للدروع كسلاح فعال في مواجهة آليات الاحتلال، خاصة في المناطق الحضرية حيث تقل فاعلية الدروع المتطورة بسبب ضيق الشوارع وكثرة العوائق.
وتتطور هذه العبوات باستمرار من حيث قوة الانفجار وآليات التفجير، إذ تستخدم المقاومة تقنيات حديثة في التمويه والتحكم عن بعد لضمان دقة الاستهداف وتفادي كشف الكمين قبل تنفيذه.
دلالات توقيت العملية
يأتي تنفيذ هذه العملية في وقت حساس، حيث تشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد مع تزايد الحديث عن إمكانية توسيع العدوان الإسرائيلي على غزة أو تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق. وبالتالي، فإن استهداف آليتين في وقت واحد يوجه رسالة مفادها أن أي توغل بري سيقابل بخسائر كبيرة، وأن المقاومة مستعدة لكافة السيناريوهات.
إن عملية سرايا القدس في حي الزيتون تمثل حلقة جديدة في سلسلة المواجهات المستمرة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتؤكد أن المعركة في غزة ليست مجرد تبادل للقصف، بل هي حرب إرادات وتكتيكات ميدانية متطورة.
وبينما يحاول الاحتلال فرض معادلات جديدة على الأرض من خلال التوغلات والضربات الجوية، تثبت المقاومة قدرتها على الرد بأساليب تؤلم العدو وتربك حساباته. ومع استمرار هذا النهج، يبدو أن حي الزيتون سيظل ساحة مفتوحة للمواجهة، وأن الرسالة الأبرز من هذه العملية هي أن غزة لا تُخضع بالقوة.
.jpeg)






