تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

إسحاق بريك يقرع جرس الإنذار

حذّر اللواء المتقاعد في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق بريك، من أن القوات البرية تتجه نحو الانهيار، مستشهدًا بحادثة مقتل سبعة جنود إسرائيليين في ضربة واحدة بقطاع غزة. وكتب بريك في مقال نشرته صحيفة معاريف العبرية: "ما يجري الآن ليس تفسيرًا، بل حقائق دامغة. هناك من يعيش في ما يشبه 'جنة الحمقى'، يتجاهلون الحقيقة ويعجزون عن قراءة المستقبل".

أزمة داخلية تُضعف الجبهة الخارجية

وأشار بريك إلى أن السبب الرئيس لهذا التدهور يتمثل في "الانحلال الأخلاقي، والانقسام الداخلي، وانعدام الوحدة"، مما أضعف الدولة من الداخل، وجعلها عاجزة أمام التهديدات الخارجية المتنامية. وأكد أن دعم قيادة عسكرية فاشلة ساهم في هذا الانهيار، قائلاً: "الجهلة يُبررون استمرار سياسات تُدمّر الدولة، ويدلون بتصريحاتٍ منفصلة عن الواقع".

فجوة خطيرة في الاستعداد والتأهب

وشدد بريك على وجود فجوة استراتيجية واضحة بين جاهزية سلاح الجو من جهة، وبين الإهمال الكبير في إعداد الجبهة الداخلية والقوات البرية من جهة أخرى. وأضاف: "الغطرسة كانت في أعلى مستوياتها، بينما الجاهزية البرية في أدنى حالاتها". وذكّر بأن هذه التحذيرات طُرحت مرارًا دون استجابة فعلية من القيادات السياسية والعسكرية.

الوضع في غزة: حرب متعثرة بلا أمل

وفي تحليله للوضع في قطاع غزة، وصف بريك العمليات العسكرية الجارية بأنها "حرب فقدت مضمونها"، خصوصًا بعد مقتل سبعة جنود في ناقلة جند مدرعة من طراز بوما، ما يمثل فشلًا فادحًا في الحماية والتخطيط. وتابع: "نخوض حربًا لا أمل لها، بقوات منهكة، غير قادرة على البقاء في المواقع المحتلة، ولا على تدمير الأنفاق المنتشرة في غزة".

مخاطر متعددة على جبهات متعددة

وأكد بريك أن "حماس" ليست العدو الوحيد، محذرًا من تصاعد الخطر على حدود إسرائيل من عدة أطراف، بينها حزب الله في الشمال، ومليشيات مدعومة من إيران على الحدود الأردنية، والجيش المصري، والمتطرفين داخل إسرائيل. وأضاف: "نفتقر لجيش بري جاهز وقادر على التعامل مع هذه التهديدات المتصاعدة".

دعوة لإنهاء الحرب وإعادة بناء الجيش

واختتم بريك مقاله بالتأكيد على أن استمرار الحرب في غزة سببه "بقاء الحكومة"، وليس تحقيق الأهداف العسكرية. ودعا إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وإيران ينهي الحرب، ويؤمن إطلاق سراح الأسرى، ويحفظ كرامة الجيش البري. وقال: "حينها فقط يمكننا البدء في إعادة بناء الجيش، ليكون قادرًا على الدفاع عن حدود الدولة عند الحاجة".