تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أكد أمير دولة قطر خلال تصريحات له لقناة الجزيرة أن تراجع منطق النظام الدولي أمام منطق القوة يعني السماح بتسيد منطق الغاب في العلاقات الدولية.

وأشار إلى أن احترام القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية يمثل خط الدفاع الأول ضد الانتهاكات والعدوان، مشددًا على أن أي تهاون أو تجاهل سيؤدي إلى تمدد القوة على حساب العدالة والحقوق المشروعة للدول.

وأضاف أن مرتكب التجاوزات في العلاقات الدولية الذي يجد التسامح يعد ذلك ضعفًا وعجزًا، مؤكدًا أن قطر لن تسمح بأن تتحول الانتهاكات إلى سلوك معتاد أو مشروع.

الاعتداء على قطر: خرق للأعراف الدولية وتصنيف إرهاب دولة

تطرق أمير قطر إلى الاعتداء الغادر الذي استهدف اجتماعا لوفد حماس المفاوض في الدوحة، والذي أسفر عن سقوط ستة شهداء، من بينهم مواطن قطري.
ووصف هذا الهجوم بأنه خرق سافر للأعراف الدولية وفعلة شنيعة صنفتها الدوحة إرهاب دولة، مؤكدًا أن قطر لن تتهاون مع أي محاولات تستهدف أرواح المدنيين أو العملية الدبلوماسية.

وشدد على أن مثل هذه الهجمات تهدف إلى إفشال جهود الوساطة والمفاوضات، وأن قطر مستمرة في دعم الحلول السلمية وإعادة الرهائن الذين تم اختطافهم.

جهود قطر في إنهاء حرب غزة وتحقيق السلام

أكد أمير قطر أن القصف الإسرائيلي على قطر يُعد اعتداء على دولة تبذل جهودًا مضنية منذ عامين لإنهاء حرب غزة، مؤكدًا أن الدوحة تعمل بوساطة نشطة مع مصر والولايات المتحدة لتحقيق تقدم ملموس في تحرير الرهائن وإنهاء النزاع.

وأشار إلى أن الوساطة القطرية أسفرت عن تحرير 148 رهينة، مؤكدًا أن الهدف الأساسي هو حماية المدنيين وإنهاء النزاع الإنساني بأقل الخسائر الممكنة.

وأضاف أن أي محاولة لاستهداف وفد يفاوضه تهدف بالأساس إلى إفشال المفاوضات وعرقلة جهود السلام، وأن قطر ستواصل لعب دورها الدبلوماسي والإنساني دون أي تراجع أمام الضغوط.

الانتقادات لإسرائيل: الحرب كفرصة للتوسع

شدد أمير قطر على أن الحكومة الإسرائيلية استغلت الحرب لتحقيق أهداف توسعية، مؤكدًا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يعد النزاع فرصة لتوسيع المستوطنات وتغيير الوضع القائم في القدس، وهو ما يمثل انتهاكًا صارخًا للشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن هذا النهج يتعارض مع جهود السلام التي تبذلها دول مثل قطر، ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي في المنطقة.

وأكد أن أي تراجع في الموقف الدولي أمام هذه السياسات يعني تمكين إسرائيل من الاستمرار في انتهاك الحقوق الفلسطينية والتوسع غير المشروع، وهو ما لا يمكن القبول به على الإطلاق.

قطر والدور الإنساني في الوساطة الدولية

أوضح أمير قطر أن الوساطة التي قامت بها الدوحة مع مصر والولايات المتحدة أسفرت عن إنجازات ملموسة في تحرير الرهائن وفتح قنوات الحوار بين الأطراف المختلفة.
وأشار إلى أن قطر تعمل على حماية المدنيين وتعزيز السلام، وأن أي محاولة لإفشال هذه المفاوضات عبر العنف أو الاغتيالات تهدف إلى تعطيل الحلول السلمية.

وأكد أن استمرار قطر في جهود الوساطة يعكس التزامها الثابت بالشرعية الدولية والقيم الإنسانية، وأن أي استهداف لهذه العملية يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والمعايير الدبلوماسية.

موقف قطر من العدوان وانتهاك السيادة

أكد أمير قطر أن الاعتداء على الدوحة يمثل تجاوزًا خطيرًا يخرق الأعراف الدولية ويصنف كعمل إرهابي دولي، مؤكدًا أن قطر لن تتسامح مع أي محاولة تهدف إلى تقويض سيادتها أو استهداف مواطنيها.

وأشار إلى أن الرد القطري سيكون قائمًا على المبادئ القانونية والدبلوماسية، مع الاستمرار في جهود الوساطة لضمان حل النزاعات الإنسانية والسياسية دون تدخلات عدوانية.

وشدد على أن القوة العسكرية أو التهديد لا يمكن أن يكون بديلاً عن الوساطة والسياسة العادلة، وأن أي دولة تسعى لتجاوز الأعراف الدولية ستواجه ردًا دبلوماسيًا وقانونيًا صارمًا.