-
℃ 11 تركيا
-
15 سبتمبر 2025
أسطول الصمود العالمي ينطلق من تونس نحو غزة لكسر الحصار
البعد الإنساني والسياسي للأسطول
أسطول الصمود العالمي ينطلق من تونس نحو غزة لكسر الحصار
-
15 سبتمبر 2025, 11:12:44 ص
-
424
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
انطلاق 17 سفينة من موانئ تونسية
محمد خميس
انطلاق 17 سفينة من موانئ تونسية
شهد فجر اليوم الاثنين حدثاً بارزاً تمثل في إبحار 17 سفينة من "أسطول الصمود العالمي" من عدة موانئ تونسية باتجاه المياه الدولية، في إطار جولة جديدة تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ ما يقارب 18 عاماً. وتُعد هذه الخطوة جزءاً من سلسلة تحركات دولية متواصلة تهدف لإيصال المساعدات الإنسانية والضغط على الاحتلال لإنهاء معاناة سكان القطاع.
وانطلقت السفن وسط متابعة إعلامية واسعة وتضامن شعبي ورسمي في تونس، حيث عبّر آلاف المواطنين عن دعمهم لهذه المبادرة التي تعكس موقف تونس الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
تفاصيل الرحلة البحرية
بحسب مصادر صحفية تونسية، غادرت سفينتا "ألما" و"فاميلي" ميناء بنزرت شمالي البلاد، وهما من أكبر سفن الأسطول من حيث الحجم وعدد المشاركين. وقد تعرضت هاتان السفينتان لهجوم بمسيّرات إسرائيلية الأسبوع الماضي أثناء رسوهما في ميناء سيدي بوسعيد قرب العاصمة تونس، ما أثار موجة استنكار شعبية ودولية.
كما أبحرت ثلاث سفن أخرى تحمل أسماء "مياميا" و"ألكاتالا" و"علاء الدين" من مينائي سيدي بوسعيد وقمرت، ضمن مشاركة ما يعرف بـ"أسطول الصمود المغاربي". ومن المقرر أن تنضم لاحقاً مراكب إضافية بعد استكمال أعمال الصيانة والتزود بالوقود والمؤن.
وسيتم التقاء السفن المنطلقة من الموانئ التونسية قبالة سواحل الوطن القبلي شرقي تونس، لتتابع رحلتها نحو المياه الدولية حيث ستلتحق بها سفن مشاركة أخرى من إيطاليا واليونان ودول أوروبية أخرى.
تحديات وتأخيرات
أكدت لجنة كسر الحصار عن غزة أن التحضيرات رافقها العديد من الصعوبات، أبرزها سوء الأحوال الجوية في البحر المتوسط، إضافة إلى أعمال الصيانة الفنية للسفن. كما أشارت اللجنة إلى أن العدد النهائي للسفن المشاركة لم يُعلن بعد بشكل رسمي، في انتظار اكتمال جميع الترتيبات اللوجستية.
ورغم هذه التحديات، حرصت الوفود المشاركة على المضي قدماً في الرحلة البحرية، معتبرة أن الرسالة الإنسانية والسياسية أهم من أي عوائق ميدانية.
استقبال حافل في تونس
جدير بالذكر أن تونس استقبلت قبل يومين فقط 22 سفينة من "أسطول الصمود" قادمة من برشلونة الإسبانية، حيث جرى تنظيم فعاليات جماهيرية واسعة في عدة مدن تونسية، عبّر خلالها المواطنون عن دعمهم الكبير لحق الشعب الفلسطيني في الحرية والحياة الكريمة.
هذا الاستقبال الشعبي عكس التلاحم بين الشعوب المغاربية والقضية الفلسطينية، وأكد أن أسطول الصمود العالمي ليس مجرد تحرك رمزي، بل رسالة قوية ضد الاحتلال والحصار.
خلفية عن الحصار الإسرائيلي
منذ عام 2007، تفرض إسرائيل حصاراً خانقاً على قطاع غزة شمل منع إدخال العديد من المواد الغذائية والطبية ومواد البناء، إلى جانب قيود مشددة على حركة الأفراد والبضائع. وازدادت معاناة الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث ارتكب الاحتلال بدعم أميركي وأوروبي ما يصفه مراقبون بـ"إبادة جماعية" شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال.
وبحسب إحصائيات فلسطينية ودولية، خلفت الحرب أكثر من 229 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد عن 11 ألف مفقود، إلى جانب مجاعة أودت بحياة آلاف المدنيين. كما تم تدمير معظم مدن القطاع ومناطقه بشكل كامل تقريباً، ما جعل غزة تبدو كمنطقة منكوبة تم محو معالمها من على الخريطة.
البعد الإنساني والسياسي للأسطول
يؤكد القائمون على "أسطول الصمود" أن الهدف الأساسي هو إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة المحاصرين، وتسليط الضوء على معاناتهم أمام الرأي العام العالمي، خاصة في ظل فشل المجتمع الدولي حتى الآن في وقف الجرائم الإسرائيلية.
كما تحمل هذه التحركات رسالة سياسية قوية، مفادها أن الشعوب الحرة في العالم، وخاصة في المنطقة العربية، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام المأساة الإنسانية في غزة. وتؤكد أن كسر الحصار مسؤولية جماعية، وأن الضغط الشعبي قد يكون له تأثير في إحداث تغيير بالمواقف الدولية.
ردود أفعال دولية
حتى اللحظة، لم يصدر موقف رسمي من إسرائيل تجاه إبحار السفن من تونس، لكن تجارب سابقة تشير إلى أن الاحتلال قد يحاول اعتراض الأسطول في المياه الدولية، كما حدث مع "أسطول الحرية" عام 2010 الذي تعرض لهجوم دموي أثناء توجهه إلى غزة.
في المقابل، أعربت منظمات حقوقية وإنسانية أوروبية عن تضامنها مع هذه الرحلة، وطالبت المجتمع الدولي بتأمين مرور السفن بشكل آمن إلى غزة، باعتبار أن المساعدات الإنسانية ليست جريمة بل حق تكفله القوانين الدولية.






