رسائل سياسية وإنسانية

أسطول الصمود العالمي يقترب من غزة: على بُعد 90 ميلاً بحرياً والسفن تواصل الإبحار

profile
  • clock 1 أكتوبر 2025, 4:17:40 م
  • eye 423
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
أسطول الصمود العالمي

محمد خميس

في تطورٍ جديد يعكس إصرار النشطاء الدوليين على كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، أعلن أسطول الصمود العالمي اليوم الأربعاء أنه أصبح على بعد 90 ميلاً بحرياً فقط من شواطئ غزة، مؤكداً أن السفن المشاركة تواصل الإبحار بأمان رغم التهديدات الإسرائيلية المتكررة.

وقال المتحدث باسم الأسطول إن المشاركين تجاوزوا بالفعل النقطة التي اعترضت فيها "إسرائيل" سفينة مادلين سابقاً، مشيراً إلى أن جميع المتضامنين على متن السفن بخير وأن رحلتهم تسير وفق الخطة الموضوعة للوصول إلى غزة.

كسر الحصار البحري المفروض على غزة

يهدف الأسطول، الذي يضم عدداً من السفن المحملة بالمساعدات الإنسانية والأدوية والإمدادات الطبية، إلى كسر الحصار البحري الذي تفرضه "إسرائيل" على القطاع منذ ما يزيد عن 18 عاماً. ويؤكد القائمون على المبادرة أن رسالتهم إنسانية بالدرجة الأولى، وأنهم لا يسعون إلى أي أهداف سياسية سوى إيصال الدعم المباشر للمدنيين المحاصرين.

ويشارك في أسطول الصمود العالمي نشطاء حقوق إنسان، وأطباء، ومحامون، وأكاديميون، إضافة إلى متضامنين من جنسيات مختلفة، بينهم شخصيات بارزة من أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا.

ذكرى مؤلمة لسفينة مافي مرمرة

تستحضر هذه الخطوة ذكرى مأساة سفينة مافي مرمرة عام 2010، عندما تعرضت إحدى قوافل كسر الحصار لهجوم دموي من القوات الإسرائيلية في المياه الدولية، ما أدى إلى استشهاد 10 متضامنين وإصابة العشرات. ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف المبادرات الدولية عن تنظيم محاولات بحرية لإيصال المساعدات إلى غزة رغم المخاطر.

وبحسب المنظمين، فإن تجاوز النقطة التي اعترضت فيها إسرائيل سفينة مادلين سابقاً، يُعدّ إنجازاً معنوياً مهماً، ورسالة واضحة بأن المتضامنين مصممون على بلوغ هدفهم مهما كانت العراقيل.

رسائل سياسية وإنسانية

يحمل تقدم أسطول الصمود العالمي نحو غزة رسائل متعددة:

أولها أن التضامن الدولي مع الفلسطينيين لا يزال حياً وفاعلاً رغم محاولات العزل.

ثانيها أن المجتمع المدني العالمي يرفض استمرار الحصار البحري الذي يُعد وفق القانون الدولي شكلاً من أشكال العقاب الجماعي.

ثالثها أن الرأي العام العالمي قادر على الضغط من أجل إنهاء معاناة المدنيين في القطاع.

كما أشار منظمو الأسطول إلى أنهم على تواصل دائم مع منظمات حقوقية وهيئات دولية لمتابعة تحركاتهم وتوثيق أي انتهاكات قد يتعرضون لها، في حال أقدمت إسرائيل على اعتراضهم بالقوة.

المخاوف من اعتراض إسرائيلي جديد

من جانبها، لم تُخفِ الأوساط الإسرائيلية قلقها من تقدم السفن باتجاه غزة، إذ اعتبرت وسائل إعلام عبرية أن وصول القافلة إلى القطاع قد يشكل "نصراً معنوياً" للمقاومة الفلسطينية ويعزز الصورة السلبية للاحتلال أمام المجتمع الدولي.

وتشير التقديرات إلى أن البحرية الإسرائيلية قد تحاول اعتراض الأسطول خلال الساعات القادمة، خاصة مع اقترابه من المياه الإقليمية الفلسطينية، وهو ما يثير مخاوف من تكرار سيناريوهات سابقة شهدت مواجهات عنيفة.

دعم شعبي ورسمي واسع

يحظى الأسطول بدعم شعبي ورسمي من عدة دول عربية وإسلامية، إضافة إلى تضامن منظمات أوروبية وأمريكية تؤكد على حق الفلسطينيين في الحياة الكريمة وحرية الحركة.

كما نُظمت وقفات ومسيرات في عدد من العواصم تضامناً مع القافلة، حيث رفع المشاركون شعارات تدعو إلى إنهاء الحصار، وتطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها في حماية المتضامنين وضمان وصول المساعدات إلى غزة.

قطاع غزة بين الحصار والمعاناة

يعاني قطاع غزة من أوضاع إنسانية كارثية نتيجة الحصار المستمر، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، فيما يعيش مئات آلاف النازحين أوضاعاً مأساوية بعد تدمير منازلهم جراء العدوان.

ويقول خبراء إن وصول الأسطول، ولو جزئياً، إلى غزة سيشكل بارقة أمل للمدنيين المحاصرين، وسيسلط الضوء مجدداً على معاناتهم أمام الرأي العام العالمي.

التعليقات (0)