-
℃ 11 تركيا
-
30 سبتمبر 2025
أزمة صحية خانقة للأطفال حديثي الولادة في غزة: نقص الأدوية والاكتظاظ يفاقمان المعاناة
اكتظاظ المستشفيات وتكدس المرضى
أزمة صحية خانقة للأطفال حديثي الولادة في غزة: نقص الأدوية والاكتظاظ يفاقمان المعاناة
-
27 سبتمبر 2025, 6:59:12 م
-
428
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مخاطر العدوى وصعوبة الرعاية الطبية
محمد خميس
يشهد قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الصحية في تاريخه الحديث، حيث يواجه الأطفال حديثو الولادة والخدج أوضاعًا إنسانية وصحية كارثية. فقد أدى الإغلاق الإسرائيلي المستمر للمعابر، بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي دخلت عامها الثاني، إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، الأمر الذي تسبب بزيادة غير مسبوقة في حالات عسر التنفس بين الرضع.
وزارة الصحة في غزة نشرت مقطع فيديو صادم من مستشفى “التحرير” بمجمع ناصر الطبي جنوب القطاع، يُظهر أطفالًا يفترشون الأرض مع ذويهم في قسم الحضانة الخارجي بسبب نفاد الأسرة والمعدات الطبية، ما يعكس حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها هؤلاء الصغار.
اكتظاظ المستشفيات وتكدس المرضى
مدير المستشفى الدكتور أحمد الفرا أوضح أن القطاع يعاني من موجة حادة من النزلات الشعبية والتهابات القصيبات الهوائية بين الرضع وحديثي الولادة. وفي جولة مصورة داخل قسم الحضانة، كشف أن بعض الأطفال دون عمر الشهر الواحد يُجبرون على النوم على الأرض أو على بطانيات بديلة لغياب الأسرة.
وأشار الفرا إلى أن الطواقم الطبية تضطر لوضع ثلاثة أطفال في سرير واحد رغم خطورة أوضاعهم الصحية، بينما يتم توزيع الأكسجين وفق الأولوية بسبب النقص الحاد. كما أوضح أن قسم الحضانة الداخلية يضم ستة أطفال خدج في حالة حرجة، يحتاج بعضهم إلى أجهزة التنفس الصناعي.
مخاطر العدوى وصعوبة الرعاية الطبية
الاكتظاظ داخل المستشفيات لا يضاعف فقط العبء على الأطباء والممرضين، بل يزيد أيضًا من احتمالات انتقال العدوى التنفسية بين الأطفال. الفرا شدد على أن الطواقم الطبية تعيش في حالة من التشويش نظرًا للأعداد الهائلة من الحالات، وهو ما يعرقل قدرتهم على تقديم الرعاية المثالية.
وأكد أن الخطر الأكبر يتمثل في معاقبة هؤلاء الأطفال الأبرياء على "ذنبهم الوحيد أنهم وُلدوا في غزة"، داعيًا إلى تدخل عاجل لدعم حقهم في الرعاية الصحية الأساسية.
ارتفاع أعداد الولادات المبكرة
من أبرز تداعيات حرب الإبادة الجماعية، ارتفاع معدل الولادات المبكرة في قطاع غزة. فالكثير من النساء الحوامل يعشن ظروفًا قاسية تشمل الخوف المستمر وسوء التغذية وانعدام الرعاية الطبية الكافية، ما يؤدي إلى ولادة أطفال خدج قبل أوانهم الطبيعي. هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى رعاية مكثفة وحضانات متطورة، وهو ما أصبح شبه مستحيل في ظل تدمير المستشفيات ونقص الأجهزة الطبية.
استهداف ممنهج للقطاع الصحي
منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف القطاع الصحي بشكل مباشر. ووفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تم قصف أو تدمير أو إخراج 38 مستشفى و96 مركزًا للرعاية الصحية من الخدمة، بالإضافة إلى تدمير 197 سيارة إسعاف. هذه الاعتداءات المنظمة تهدف إلى شل النظام الصحي وإفقاد السكان حقهم في العلاج.
المطالبة بوقف الحرب وإنقاذ حياة الأطفال
المشاهد القادمة من غزة تثير صدمة واسعة لدى المتابعين حول العالم، إذ تعكس معاناة إنسانية فادحة لا يمكن تبريرها. مدير مستشفى التحرير دعا إلى وقف فوري لحرب الإبادة وإعادة تفعيل المستشفيات، خاصة أقسام الحضانات، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الأطفال المرضى.
كما حذر من أن استمرار هذا الوضع يهدد حياة مئات الرضع يوميًا، داعيًا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لتوفير الأدوية، أجهزة التنفس، والحضانات اللازمة لإنقاذ أرواح الأبرياء.
صرخة إنسانية للعالم
الأزمة الصحية للأطفال حديثي الولادة في غزة لم تعد مجرد قضية محلية، بل أصبحت صرخة إنسانية تستدعي تدخلًا عالميًا. استمرار نقص الأدوية، وتكدس الأطفال المرضى في المستشفيات المنهكة، يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية.
المطلوب اليوم ليس فقط إدخال المساعدات الطبية العاجلة، بل أيضًا الضغط الدولي لوقف الاستهداف الممنهج للقطاع الصحي وضمان حق سكان غزة، وخاصة الأطفال، في العلاج والرعاية الصحية الكريمة.









