-
℃ 11 تركيا
-
29 سبتمبر 2025
استبعاد فريق الاحتلال من سباق "جيرو ديل إيميليا" للدراجات الهوائية في إيطاليا
استبعاد فريق الاحتلال من سباق "جيرو ديل إيميليا" للدراجات الهوائية في إيطاليا
-
28 سبتمبر 2025, 10:13:31 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
أعلن منظمو سباق "جيرو ديل إيميليا" للدراجات الهوائية في إيطاليا، السبت، استبعاد فريق "إسرائيل بريمير تيك" من المشاركة في المنافسات المقررة يوم 4 أكتوبر المقبل بمدينة بولونيا، وذلك بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة العامة واحتمال تجدد الاحتجاجات الشعبية المناهضة للإبادة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة. القرار الذي وصفه مراقبون بأنه شديد الدلالة يأتي في ظل تنامي الضغوط الأوروبية والدولية ضد مشاركة إسرائيل في المحافل الرياضية، بعد أن تحولت فرقها إلى محور احتجاجات متكررة خلال الأشهر الأخيرة.
المنظمون أوضحوا أن هذا الاستبعاد جاء مباشرة بعد ما شهده سباق إسبانيا للدراجات من اضطرابات واسعة، حيث تظاهر محتجون رفضًا لمشاركة الفريق الإسرائيلي ونددوا بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين. وخلال تلك الفعاليات، تحوّل الفريق الإسرائيلي إلى بؤرة أساسية للاحتجاجات، الأمر الذي جعل السلطات الإيطالية واللجنة المنظمة تتوجس من تكرار المشهد في بولونيا، لا سيما بعد أن شهدت مدينة ميلانو، الإثنين الماضي، اشتباكات عنيفة بين متظاهرين والشرطة خلال إضراب عام دعت إليه النقابات العمالية للتنديد بالإبادة في غزة.
مخاوف أمنية وتصريحات رسمية
في تصريحاته للإعلام المحلي، قال أدريانو أميتشي، رئيس اللجنة المنظمة للسباق: "للأسف، في أعقاب الأحداث الأخيرة ونظرًا لخصائص نهاية السباق، ومن أجل سلامة جميع الرياضيين والفنيين والمتفرجين، اضطررت إلى التخلي عن مشاركة الفريق هذا العام". ويكشف هذا الموقف عن حجم المخاوف لدى المنظمين من أن يتحول الحدث الرياضي إلى ساحة مواجهة بين الشرطة والمتظاهرين الغاضبين من الحرب على غزة.
ويُذكر أن سباق "جيرو ديل إيميليا" يُعد من أبرز سباقات الخريف التقليدية في مدينة بولونيا الإيطالية، إذ ينتهي بالقرب من المركز التاريخي للمدينة، الذي يتميز بكثافة طلابية عالية وبخلفية سياسية يسارية معروفة منذ عقود. ومع اقتراب موعد السباق، أعلنت مجموعات مختلفة في بولونيا عن نيتها تنظيم احتجاجات ومحاولات لعرقلة الحدث إذا شارك فيه الفريق الإسرائيلي، وهو ما زاد من ضغوط القرار.
ضغوط على الفريق الإسرائيلي
الجدل لم يتوقف عند حدود المنظمين، بل امتد إلى داخل الفريق نفسه. فقد دعا الراعي الرئيسي لـ"إسرائيل بريمير تيك" خلال هذا الأسبوع إلى إسقاط كلمة "إسرائيل" من اسم الفريق، في محاولة لتقليل حدة الاحتجاجات. الفريق يضم خمسة متسابقين بريطانيين، من بينهم بطل سباق فرنسا للدراجات الهوائية أربع مرات كريس فروم، ويعود تسجيله الرسمي إلى إسرائيل، بينما يملكه الملياردير الإسرائيلي الكندي سيلفان آدامز.
ومع الإعلان الرسمي من لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بأن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، تصاعدت الأصوات المطالبة بوقف مشاركة الفرق الإسرائيلية في جميع البطولات الدولية، بما في ذلك مسابقات كرة القدم، على غرار ما جرى مع روسيا بعد حربها على أوكرانيا.
دعوات لاستبعاد إسرائيل من كرة القدم
الحراك لم يقتصر على سباقات الدراجات، بل امتد إلى عالم كرة القدم. فقد شهدت الأسابيع الأخيرة دعوات واسعة في عدة دول أوروبية لتعليق مشاركة إسرائيل في مسابقات الاتحاد القاري، انسجامًا مع مطالبات متكررة بتطبيق العقوبات نفسها التي طُبقت على روسيا. وفي هذا السياق، كان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم قد تقدم رسميًا في 18 سبتمبر بمطلب لتعليق مشاركة جميع الفرق واللاعبين الإسرائيليين في المسابقات الدولية، إلى أن تتوقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.
وتكشف الأرقام التي نشرها الاتحاد الفلسطيني عن حجم الكارثة التي طالت الحركة الرياضية الفلسطينية منذ اندلاع الحرب. فقد بلغ إجمالي الشهداء من الرياضيين والكشافة حتى الآن 774 شهيدًا، بينهم 355 شهيدًا من لاعبي كرة القدم، و277 شهيدًا من الاتحادات الرياضية، و142 شهيدًا من الكشافة الفلسطينية، إضافة إلى 119 مفقودًا ما زال مصيرهم مجهولًا. هذه الأرقام المروّعة، التي تعكس استهدافًا مباشرًا للرياضة الفلسطينية، عززت من زخم المطالبات الدولية باستبعاد إسرائيل من الساحات الرياضية العالمية.









