-
℃ 11 تركيا
-
21 سبتمبر 2025
أردوغان يدعو إلى تسريع الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وتفعيل حل الدولتين
حل الدولتين في قلب النقاش الأممي
أردوغان يدعو إلى تسريع الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وتفعيل حل الدولتين
-
21 سبتمبر 2025, 9:14:00 ص
-
418
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أردوغان
محمج خميس
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تأمل أن يؤدي اعتراف المزيد من الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين إلى تسريع خطوات المجتمع الدولي نحو تطبيق حل الدولتين، باعتباره السبيل الأمثل لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط.
جاءت تصريحات أردوغان خلال مشاركته في أعمال الدورة الجديدة للجمعية العامة، حيث شدد على أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة أولويات السياسة الخارجية التركية، مشيرًا إلى أن أنقرة ستواصل دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
الاعتراف الدولي بفلسطين يتوسع تدريجيًا
تصريحات أردوغان جاءت في وقت يشهد فيه ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية تطورات مهمة، إذ تزايد عدد الدول التي أعلنت رسميًا اعترافها بفلسطين في الأعوام الأخيرة، وهو ما يعكس تحولًا متدرجًا في مواقف المجتمع الدولي تجاه الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وبحسب بيانات رسمية، فإن أكثر من 140 دولة حول العالم اعترفت حتى الآن بدولة فلسطين، فيما لا تزال دول غربية كبرى، مثل الولايات المتحدة ومعظم دول الاتحاد الأوروبي، مترددة في اتخاذ هذه الخطوة لأسباب سياسية مرتبطة بعلاقتها مع إسرائيل.
حل الدولتين في قلب النقاش الأممي
يرى مراقبون أن تصريحات الرئيس التركي أعادت تسليط الضوء على حل الدولتين، الذي ينص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة إسرائيل. ورغم أن هذا الحل يحظى بدعم الغالبية العظمى من دول العالم، إلا أن تطبيقه ظل يواجه عقبات كبيرة نتيجة التعنت الإسرائيلي وغياب الضغط الدولي الكافي.
ويؤكد أردوغان أن الاعتراف المتزايد بفلسطين في الأمم المتحدة يجب أن يتحول إلى خطوات عملية على الأرض، من خلال وضع جدول زمني واضح لإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان، وصولًا إلى إعلان الدولة الفلسطينية كاملة السيادة.
الموقف التركي الثابت من فلسطين
تركيا، بقيادة أردوغان، تعد من أبرز الدول الداعمة للقضية الفلسطينية على المستويين السياسي والدبلوماسي. فمنذ سنوات طويلة، تواصل أنقرة التأكيد في المحافل الدولية على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الاعتداءات على الشعب الفلسطيني، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة.
كما تسعى أنقرة إلى حشد دعم دولي أوسع لصالح فلسطين، عبر التنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي، والدول العربية والإفريقية، لتعزيز الموقف الفلسطيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.َ
السياق الإقليمي والدولي
تأتي تصريحات أردوغان في وقت بالغ الحساسية، حيث يتزامن ذلك مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، والتوترات المتصاعدة في الضفة الغربية والقدس. هذه التطورات تزيد من الحاجة إلى تحرك دولي عاجل لإحياء عملية السلام المجمدة منذ سنوات طويلة.
ويرى محللون أن تركيا تسعى من خلال هذه المواقف إلى لعب دور أكبر في الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مستفيدة من علاقاتها المتوازنة نسبيًا مع الطرفين، لكنها في الوقت ذاته تؤكد أن أي تسوية سياسية لا يمكن أن تتم دون ضمان الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
ردود الفعل الفلسطينية
لقيت تصريحات أردوغان ترحيبًا واسعًا مَن القيادة الفلسطينية والفصائل الوطنية. فقد اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن موقف الرئيس التركي يعكس التزامًا صادقًا بدعم الحق الفلسطيني، داعية بقية الدول إلى أن تحذو حذو تركيا في الضغط على الأمم المتحدة لإقرار خطوات عملية نحو إنهاء الاحتلال.
كما أشادت فصائل المقاومة الفلسطينية بموقف أنقرة، معتبرة أنه ينسجم مع تطلعات الشعب الفلسطيني في نيل حريته واستقلاله. وأكدت هذه الفصائل أن الاعتراف الدولي المتزايد بفلسطين يمثل رافعة سياسية ومعنوية مهمة، لكنه بحاجة إلى أن يُترجم إلى إجراءات على الأرض لوقف الجرائم الإسرائيلية.
العقبات أمام تطبيق حل الدولتين
رغم الزخم السياسي الذي تحدث عنه أردوغان، إلا أن الطريق نحو تطبيق حل الدولتين لا يزال مليئًا بالتحديات. وأبرز هذه التحديات:
الاستيطان الإسرائيلي المتصاعد في الضفة الغربية، والذي يلتهم الأراضي المخصصة لإقامة الدولة الفلسطينية.
رفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وتمسكها بما تسميه "الأمن أولًا".
انحياز الولايات المتحدة التقليدي لإسرائيل، ما يعرقل أي تحرك جدي في مجلس الأمن.
الانقسام الداخلي الفلسطيني، الذي يضعف الموقف الموحد في المحافل الدولية.
دور الجمعية العامة للأمم المتحدة
الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت وما زالت الساحة الأهم للدبلوماسية الفلسطينية. ففي عام 2012، حصلت فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو، وهو ما شكل إنجازًا مهمًا في مسار الاعتراف الدولي.
اليوم، ومع تزايد الضغوط والمطالبات، تأمل القيادة الفلسطينية ومعها تركيا ودول أخرى، أن تتطور هذه الخطوة إلى عضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، الأمر الذي يتطلب تصويتًا إيجابيًا في مجلس الأمن وتجاوز الفيتو الأمريكي المحتمل.
أهمية الموقف التركي في المعادلة الدولية
تُدرك أنقرة أن مواقفها المؤيدة لفلسطين تعزز من حضورها الإقليمي والدولي، وتمنحها دورًا محوريًا في الملفات الساخنة بالشرق الأوسط. وفي هذا الإطار، يحاول أردوغان الجمع بين مسارين: المحافظة على علاقات اقتصادية ودبلوماسية مع إسرائيل، وفي الوقت ذاته التأكيد على التزامه الثابت بدعم فلسطين.
ويرى مراقبون أن هذا التوازن يُكسب تركيا قدرة على التحرك بين الأطراف المختلفة، ويمنحها مصداقية في لعب دور الوسيط مستقبلاً، إذا ما توفرت إرادة سياسية دولية لإحياء مسار المفاوضات.










