-
℃ 11 تركيا
-
21 سبتمبر 2025
29 شهيدًا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم بينهم 25 في مدينة غزة
غزة تحت النار وصمود لا ينكسر
29 شهيدًا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم بينهم 25 في مدينة غزة
-
21 سبتمبر 2025, 9:19:52 ص
-
414
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
أفادت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة صباح الأحد، أن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 29 فلسطينيًا استشهدوا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات الفجر الأولى، بينهم 25 شهيدًا في مدينة غزة وحدها، نتيجة غارات جوية وقصف مدفعي استهدف أحياء سكنية مكتظة بالسكان.
وأكدت الطواقم الطبية أن المستشفيات تعج بعشرات الجرحى الذين أصيبوا في هذه الهجمات، وأن معظم الضحايا من النساء والأطفال، في مشهد يعكس تصاعد حجم المجازر المرتكبة بحق المدنيين.
مدينة غزة تتصدر مشهد الدم
شهدت مدينة غزة منذ فجر اليوم واحدة من أعنف موجات القصف الإسرائيلي، حيث شنت الطائرات الحربية والمدفعية سلسلة من الغارات المركزة على أحياء الشجاعية والدرج وتل الهوى والصبرة. وأسفرت هذه الغارات عن سقوط 25 شهيدًا على الأقل، إضافة إلى عشرات الجرحى، في حين ما تزال طواقم الدفاع المدني تبحث عن مفقودين تحت أنقاض المنازل المدمرة.
شهود عيان أكدوا أن الاحتلال استهدف منازل مأهولة بشكل مباشر، دون سابق إنذار، مما تسبب في إبادة عائلات بأكملها. وانتشرت مشاهد الدمار والحرائق في الشوارع، وسط صرخات الاستغاثة من المدنيين الذين يحاولون انتشال الضحايا بأدوات بدائية.
قصف متواصل شمالًا وجنوبًا
لم يقتصر العدوان على مدينة غزة فحسب، بل امتد إلى شمال وجنوب القطاع. ففي بيت لاهيا وجباليا شمالًا، قصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق سكنية وأراضٍ زراعية، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين. أما في خان يونس ورفح جنوبًا، فقد استهدفت الغارات الإسرائيلية منازل وسيارات مدنية، ما أسفر عن وقوع شهداء وإصابات متفرقة.
هذا التصعيد يعكس سياسة إسرائيلية متواصلة تقوم على استهداف المدنيين والبنية التحتية بشكل عشوائي، في إطار ما يصفه الاحتلال بـ"توسيع بنك الأهداف".
المستشفيات عاجزة أمام حجم المجازر
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن المنظومة الصحية باتت على شفا الانهيار الكامل، نتيجة الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى الذين يتوافدون إلى المستشفيات. وأكدت أن معظم أقسام الطوارئ ممتلئة بالكامل، فيما تعاني غرف العمليات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
في مستشفى الشفاء الطبي، وهو الأكبر في قطاع غزة، أكد الأطباء أن الأعداد المتزايدة من الجرحى تفوق الطاقة الاستيعابية، وأن بعض المصابين يُعالجون على الأرض أو في ممرات المستشفى بسبب امتلاء الأسرة. كما أطلقت المستشفيات نداءات استغاثة عاجلة لتوفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في ظل انقطاع الكهرباء المتكرر.
مأساة إنسانية متجددة
القصف الذي أودى بحياة 29 فلسطينيًا منذ الفجر يعكس استمرار المأساة الإنسانية في قطاع غزة. آلاف العائلات نزحت من منازلها بحثًا عن أماكن أكثر أمانًا، لكن لا وجود لأي مكان آمن في ظل القصف الجوي والمدفعي المتواصل.
الأطفال والنساء يشكلون النسبة الأكبر من الضحايا، فيما يواجه الناجون صدمات نفسية عميقة نتيجة فقدان ذويهم ورؤية مشاهد الدمار. ويؤكد خبراء أن الأوضاع الإنسانية في غزة وصلت إلى مستوى كارثي، خاصة مع استمرار الحصار الذي يمنع دخول المساعدات بشكل كافٍ.
ردود فعل فلسطينية
على المستوى الرسمي، أدانت السلطة الفلسطينية المجازر الإسرائيلية، مؤكدة أنها جرائم حرب تستوجب تدخلًا دوليًا عاجلًا. ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته ووقف العدوان على غزة فورًا.
من جانبها، أكدت فصائل المقاومة أن الاحتلال يدفع ثمنًا سياسيًا وعسكريًا باهظًا نتيجة هذه الجرائم، مشددة على أن الرد سيستمر طالما استمر القصف واستهداف المدنيين. كما دعت المقاومة المجتمع الدولي إلى الكف عن سياسة الكيل بمكيالين، واعتبار ما يجري في غزة "إبادة جماعية ممنهجة".
المواقف الدولية والحقوقية
أثارت حصيلة الشهداء الجديدة ردود فعل من منظمات حقوقية دولية، بينها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، اللتان شددتا على أن استهداف المدنيين في غزة يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن "قلقه العميق" إزاء تزايد أعداد الضحايا في القطاع، داعيًا جميع الأطراف إلى وقف فوري لإطلاق النار. غير أن مراقبين أشاروا إلى أن بيانات القلق وحدها لم تعد كافية، وأن هناك حاجة إلى خطوات عملية مثل فرض عقوبات على إسرائيل أو تفعيل آليات التحقيق الدولية.
أبعاد سياسية للعدوان
يرى محللون أن استمرار المجازر الإسرائيلية في غزة يعكس فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العسكرية، ولجوئه إلى سياسة العقاب الجماعي لتعويض خسائره. فبينما يعلن الجيش استهداف "مراكز للمقاومة"، تكشف الحقائق الميدانية أن الضحايا هم بالأساس من المدنيين.
كما يعتقد خبراء أن هذه المجازر تأتي في إطار مساعٍ إسرائيلية للضغط على الفلسطينيين ودفعهم للاستسلام، إلا أن التجارب السابقة أثبتت أن مثل هذه السياسات لم تنجح، بل عززت من روح المقاومة والصمود لدى الشعب الفلسطيني.
غزة تحت النار وصمود لا ينكسر
رغم الحصار والقصف المستمر، يواصل سكان غزة إظهار قدر هائل من الصمود. ففي كل مرة ترتكب فيها إسرائيل مجزرة جديدة، يخرج الفلسطينيون لتشييع الشهداء بالآلاف، مرددين شعارات تؤكد تمسكهم بحقوقهم الوطنية ورفضهم للاستسلام.
ويرى مراقبون أن هذا الصمود يشكل أحد أبرز عناصر القوة للشعب الفلسطيني، حيث يفشل الاحتلال في كسر إرادة غزة رغم استخدامه كل أدوات القوة العسكرية.









