واقع أكثر تعقيدًا

أبعاد سياسية ودبلوماسية للطرح الأمريكي حول قطاع غزة

profile
  • clock 10 يونيو 2025, 4:00:46 م
  • eye 425
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في تصريحات مثيرة للجدل، أكد السفير الأمريكي لدى "إسرائيل"، مايك هاكابي، أن بلاده لم تعد تدعم بشكل كامل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، معربًا عن "شكوك عميقة" حول إمكانية تحقيق ذلك في المستقبل القريب. جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة مع وكالة بلومبرغ الأمريكية، نُشرت اليوم الثلاثاء.

تغير في الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية

ويُعد هذا التصريح مؤشرًا واضحًا على تحوّل في الموقف الرسمي الأمريكي بشأن حل الدولتين، إذ أوضح هاكابي أن إقامة دولة فلسطينية تتطلب "تغييرات جوهرية تؤثر على الثقافة"، ملمّحًا إلى أن تحقيق هذا الهدف قد لا يكون ممكنًا "في حياتنا". ويعكس هذا التصريح تشاؤمًا أميركيًا متزايدًا تجاه فرص التوصل إلى تسوية سياسية شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

تشكيك في موقع الدولة الفلسطينية المستقبلية

وفي سياق حديثه، أشار السفير هاكابي إلى أن الدولة الفلسطينية، إن تم إنشاؤها، لا يشترط أن تكون في الضفة الغربية المحتلة، متسائلًا: "هل يجب أن تكون في يهودا والسامرة؟"، وهو المصطلح التوراتي الذي تستخدمه حكومة الاحتلال الإسرائيلي للإشارة إلى الضفة الغربية، وقد اعتمدته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في خطابها الرسمي بشأن الصراع.

تصريحات تتزامن مع جهود أوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية

وتأتي تصريحات هاكابي في وقت حساس، تزامنًا مع الإعلان عن نية فرنسا والمملكة المتحدة الاعتراف رسميًا بـ"الدولة الفلسطينية" خلال المؤتمر الدولي المرتقب عقده في نيويورك بين 17 و20 يونيو/حزيران. وتسعى باريس إلى حشد دعم أوروبي واسع لهذه الخطوة، التي يُنظر إليها على أنها محاولة لتصحيح الانحياز الغربي الطويل لصالح الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد تصاعد الانتهاكات بحق الفلسطينيين في السنوات الأخيرة.

أبعاد سياسية ودبلوماسية للطرح الأمريكي

من الواضح أن تصريحات السفير الأمريكي تهدف إلى إرسال رسائل سياسية متعددة، أبرزها رفض أي ضغوط دولية قد تُفرض على "إسرائيل" بشأن إقامة الدولة الفلسطينية. كما تعكس هذه المواقف مدى تأثير التيارات الداعمة للاحتلال داخل أروقة صنع القرار الأمريكي، والتي باتت تشكك حتى في المبادئ التي شكلت لسنوات أساس المفاوضات في الشرق الأوسط.

واقع أكثر تعقيدًا في ظل التصعيد الميداني

يُشار إلى أن هذه التصريحات تأتي في ظل تصعيد مستمر على الأرض، ومعاناة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، حيث تواصل "إسرائيل" عدوانها بدعم أميركي وأوروبي منذ أكتوبر 2023، في حرب وصفتها منظمات حقوقية دولية بأنها إبادة جماعية، وأدت إلى سقوط أكثر من 181 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من 11 ألف مفقود.

التعليقات (0)