تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

تشهد أسواق وسط قطاع غزة، وتحديدًا في مخيمي دير البلح والنصيرات، حالة من الإغلاق الجزئي لليوم الثالث على التوالي، في ظل تصاعد الغضب الشعبي تجاه الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، وسط ظروف إنسانية متدهورة وانعدام شبه تام لمصادر الدخل.

احتجاج شعبي على "جشع تجار الحروب"

وقد جاءت هذه الخطوة استجابةً لدعوات أطلقها حراك شعبي واسع شاركت فيه العائلات وفعاليات مجتمعية متنوعة، للتعبير عن رفضهم لما وصفوه بـ"جشع تجار الحروب". ويؤكد المشاركون أن موجة الغلاء الحادة فاقمت من معاناة السكان، حيث أصبحت مئات العائلات عاجزة عن تأمين الحد الأدنى من الغذاء اليومي، بل وحتى وجبة واحدة لأطفالها.

أسعار قياسية في الأسواق: الغذاء أصبح من الكماليات

ورصد مراسل "قدس برس" خلال جولة ميدانية في الأسواق، ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار السلع الغذائية، إذ بلغ سعر:

كيلو الطحين: 90 شيكلًا (نحو 26 دولارًا)

كيلو القهوة: 1400 شيكل (نحو 380 دولارًا)

السكر: 250 شيكلًا (نحو 70 دولارًا)

أما الخضروات فجاءت أسعارها على النحو التالي:

البطاطا: 110 شيكل (32 دولارًا)

البندورة: 80 شيكل (23 دولارًا)

الباذنجان: 45 شيكل (13 دولارًا)

الكوسا: 50 شيكل (15 دولارًا)

العدس: 40 شيكل (12 دولارًا)

الأرز: 80 شيكل (23 دولارًا)

بدائل الطهي أصبحت عبئًا جديدًا على العائلات

وفي ظل انعدام غاز الطهي، ارتفعت أسعار الحطب إلى أكثر من 8 شواكل للكيلو، مقارنة بـ3 شواكل فقط قبل شهرين. كما قفز سعر لتر السولار إلى 120 شيكلًا (35 دولارًا)، فيما بلغ سعر كيلو الغاز المنزلي 500 شيكل (143 دولارًا)، لتتجاوز تكلفة الأسطوانة الواحدة حاجز ألفي دولار.

العدوان مستمر: الجوع والدمار في غزة

ويُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف عدوانه على قطاع غزة فجر 18 مارس/آذار 2025، بعد هدنة مؤقتة بدأت في 19 يناير/كانون الثاني، لكنه خرق الاتفاق مرارًا خلال فترة التهدئة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل شن حرب مدمّرة على قطاع غزة بدعم أميركي وأوروبي، أسفرت عن أكثر من 181 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، في عدوان وصفته منظمات حقوقية دولية بأنه "إبادة جماعية".