تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في تصعيد جديد على الساحة الفلسطينية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، عن استشهاد شابين فلسطينيين وإصابة العشرات، خلال اقتحام عسكري واسع نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي في البلدة القديمة بمدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، في عملية بدأت فجر اليوم بمشاركة قوات احتياط ووحدات "المستعربين".

اقتحام دموي ومواجهات عنيفة منذ ساعات الفجر

ووفقًا لمصادر صحفية محلية، اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، أسفرت عن إصابة أربعة مواطنين بالرصاص الحي، بينهم اثنان في حالة خطرة، إلى جانب ثلاثة آخرين أُصيبوا بشظايا الرصاص، بينهم مسعف. وتواصلت الاشتباكات منذ ساعات الصباح الأولى وسط إطلاق كثيف للنيران في قلب المدينة.

استهداف مباشر للطواقم الطبية والصحفية

وفي تطور خطير، منعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين، بل واستهدفتها بالرصاص الحي عند دوار الشهداء، بحسب شهود عيان. كما قامت القوات ذاتها بالتضييق على الصحفيين ومنعتهم من تغطية الأحداث، في انتهاك واضح لحرية الصحافة والقانون الدولي الإنساني.

الهلال الأحمر: إصابات متعددة وعرقلة لعمليات الإنقاذ

من جهتها، أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تعاملت منذ بداية الاقتحام مع 27 إصابة متنوعة، بينها:

3 إصابات بشظايا رصاص

4 إصابات نتيجة الضرب المباشر

1 نتيجة السقوط من مرتفع

1 إصابة بحجر في الرأس

55 حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع، بينها طفلة تبلغ عامًا ونصف نُقلت للمستشفى

وأضافت الجمعية أن طواقمها لا تزال تواصل عمليات إجلاء المرضى من منازلهم التي اقتحمتها قوات الاحتلال وحوّلتها إلى مواقع عسكرية مغلقة.

تصعيد ممنهج في الضفة الغربية والقدس

ويتزامن هذا الاقتحام مع تصعيد واسع تقوده قوات الاحتلال والمستوطنون في مختلف أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك القدس المحتلة. ووفق معطيات فلسطينية رسمية، أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية مؤخرًا عن استشهاد نحو ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 7 آلاف آخرين، بالإضافة إلى اعتقال ما يزيد عن 17 ألف مواطن.

جرائم مستمرة في غزة: دعم أمريكي وإبادة جماعية

هذا التصعيد في الضفة يجري بالتوازي مع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، بدعم أمريكي غير محدود، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي خلّف حتى الآن أكثر من 181 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ما وصفته منظمات حقوقية دولية بـجرائم إبادة جماعية.