تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

احتجاجات شعبية ضد استمرار الحرب

شهدت مدينة تل أبيب، مساء السبت، مظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين الإسرائيليين، مطالبين بإنهاء العدوان المستمر على قطاع غزة والإفراج الفوري عن الأسرى المحتجزين لدى حركة المقاومة الفلسطينية حماس. وتجمع المتظاهرون في "ساحة الأسرى" وسط المدينة، في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي تجاه سياسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو.

ورفع المحتجون لافتات تطالب بوقف إطلاق النار، مؤكدين أن استمرار الحرب لا يخدم سوى مصالح سياسية ضيقة، ويأتي على حساب حياة الأسرى والجنود المحتجزين. كما عبّر المتظاهرون عن رفضهم لما وصفوه بـ"الحرب العبثية"، التي تسببت في خسائر بشرية ومادية فادحة دون تحقيق أي أهداف استراتيجية.

دعوات لترامب للتدخل في جهود السلام

في خطوة لافتة، وجّه بعض أفراد عائلات الأسرى نداءً إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مطالبين إياه بالتدخل للمساعدة في إنهاء الحرب وإتمام صفقة تبادل الأسرى. ورفعوا لافتة كبيرة كُتب عليها: "ترامب، اصنع التاريخ"، في إشارة إلى دوره السابق في الوساطات الإقليمية، رغم عدم وجود أي تحرك رسمي من جانبه حتى الآن.

منتدى الأسرى: حكومة الاحتلال تفضل الحرب على حياة مواطنيها

أصدر منتدى عائلات الأسرى بيانًا شديد اللهجة، أكد فيه أن حكومة نتنياهو تفضل استمرار العدوان على غزة على حساب حياة الأسرى، رغم وجود إمكانية حقيقية لإعادتهم عبر اتفاق سياسي. وأضاف المنتدى: "الليلة تلقى شعب إسرائيل دليلاً إضافيًا على أن الحكومة ترفض إنهاء الحرب، في تناقض تام مع إرادة الشعب"، داعيًا إلى تنظيم احتجاج جديد يوم الأحد بالتزامن مع اجتماع المجلس الوزاري الأمني.

الكيان الصهيوني في مأزق داخلي متفاقم

تأتي هذه الاحتجاجات في ظل تصاعد الانتقادات الداخلية لحكومة الاحتلال، التي تواجه أزمة ثقة متزايدة بسبب فشلها في إدارة ملف الأسرى، واستمرار العدوان على غزة دون أفق سياسي واضح. ويؤكد مراقبون أن الكيان الصهيوني يعيش حالة من الانقسام الحاد بين القيادة السياسية والرأي العام، في وقت تتصاعد فيه عمليات المقاومة الفلسطينية وتزداد عزلة إسرائيل دوليًا.

صوت الشارع يعلو في وجه العدوان

الاحتجاجات في تل أبيب تعكس تحوّلًا مهمًا في المزاج الشعبي داخل الكيان الصهيوني، حيث لم يعد الجميع مؤيدًا للعدوان المستمر على غزة. وبينما تواصل حكومة الاحتلال تجاهل الدعوات للسلام، يزداد الضغط الشعبي من أجل إنهاء الحرب، وإعادة الأسرى، ووقف سياسات التصعيد التي تهدد مستقبل المنطقة بأكملها.