تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في تحليل جديد نشره الخبير الأمني الإسرائيلي المعروف "يوسي ميلمان"، كشف عن تحوّل دراماتيكي في تقييم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لمسار الحرب الدائرة، مؤكدًا أن التوقعات الأولية بانتهائها خلال أسبوعين باتت بعيدة عن الواقع.

الجيش الإسرائيلي يفقد يقينه: لا جدول زمني للحرب

أشار ميلمان إلى أنه مع دخول الحرب يومها التاسع، لم يعد الجيش الإسرائيلي قادرًا على تقديم أي إطار زمني لإنهائها. وقال: "عندما بدأت الحرب، كان هناك قدر من التفاؤل داخل المؤسسة العسكرية بأن المعركة ستُحسم خلال أسبوعين، لكن ذلك التفاؤل تبخر الآن بالكامل".

هذا التغيير في الخطاب الرسمي يعكس صعوبة التحديات الميدانية، وغياب مؤشرات حاسمة على حسم سريع أو انتصار واضح.

التحذير من حرب استنزاف يتحقق

وكان ميلمان قد حذّر قبل ستة أيام من سيناريو حرب استنزاف طويلة، يبدو اليوم أنه بات واقعًا ملموسًا. ووفقًا لتقرير الطوارئ الذي استند إليه، فقد بلغ عدد القتلى حتى اللحظة 24، فيما أصيب أكثر من 1150 شخصًا، بالإضافة إلى نحو 9000 نازح نتيجة الاشتباكات المستمرة، وتضرر مئات الوحدات السكنية.

هذه الأرقام تعكس تكلفة بشرية ومادية متزايدة، تنذر بتداعيات خطيرة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية إذا ما استمر الصراع لفترة أطول.

حسابات جديدة في تل أبيب

تصريحات ميلمان تتزامن مع نقاشات متصاعدة داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية حول جدوى استمرار العمليات، خاصة مع غياب الأهداف الواضحة، وزيادة الضغوط على الحكومة في الداخل.

هل تستعد إسرائيل فعلاً لحرب مفتوحة المدى؟ أم أن الأيام القادمة ستشهد مساعٍ لتجميد التصعيد والبحث عن مخرج تفاوضي؟

 استنزاف بلا نهاية في الأفق

في ضوء المعطيات الحالية، يبدو أن إسرائيل دخلت فعليًا في نفق استنزاف مفتوح، ما قد يغيّر حسابات الحرب والسياسة في المنطقة بأسرها. ومع استمرار القتال، تتزايد المخاوف من تكرار سيناريوهات طويلة الأمد، خاصة إذا اتسعت رقعة المواجهات إلى جبهات إقليمية أخرى.