تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

زعيم المعارضة: لا أهداف واضحة لجيش الاحتلال في غزة

في تصريح يُعد من أقوى الانتقادات الداخلية لسياسات الحكومة الإسرائيلية، قال زعيم المعارضة يائير لبيد، إن إسرائيل لم تعد تملك أي مصلحة حقيقية في مواصلة الحرب على قطاع غزة، معتبرًا أن بقاء الجيش في القطاع لم يعد يجلب إلا الخسائر الأمنية والسياسية والاقتصادية.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده لبيد، يوم الإثنين، مع نواب حزبه “يش عتيد” في الكنيست، حيث أكد أن الوضع الراهن في غزة بات عبئًا استراتيجيًا على دولة الاحتلال، ولم يعد يُحقق أي أهداف ملموسة.

الجيش يوافق على ضرورة إنهاء الحرب

وأشار لبيد إلى أن قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي تشاركه هذا التقييم، مؤكدًا أن الجنود يُقتلون في غزة بلا جدوى، حيث قُتل ما لا يقل عن 442 جنديًا إسرائيليًا منذ بدء الهجوم البري على القطاع في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأضاف أن رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، قدم مؤخرًا إفادة للحكومة دعا فيها إلى تحديد هدف سياسي جديد، في إشارة واضحة إلى أن الجيش لم يعد يرى فائدة من الاستمرار في الحرب دون رؤية واضحة أو خطة قابلة للتنفيذ.

حماس ما زالت موجودة رغم مرور 20 شهرًا

وفي تناقض صارخ مع أهداف الحرب المعلنة، أشار لبيد إلى أن حركة حماس لا تزال قائمة في القطاع، رغم مرور أكثر من 20 شهرًا على بدء العدوان الإسرائيلي. وقال إن الحديث عن القضاء على الحركة "وهم"، ما لم يتم تشكيل حكومة بديلة في غزة، داعيًا إلى تشاور إقليمي مع دول عربية بهذا الشأن.

انقسام داخلي في إسرائيل بشأن استمرار الحرب

ويأتي هذا الموقف من لبيد بعد يومين فقط من تصريحات مماثلة أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينت، الذي دعا لأول مرة إلى إنهاء الحرب على غزة، بسبب عجز الحكومة عن حسم الأمور ميدانيًا.

ويُعرف لبيد بمواقفه المعارضة بشدة لحكومة بنيامين نتنياهو، والتي تُعد من أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ الاحتلال.

حرب الإبادة مستمرة رغم الفشل السياسي والعسكري

تُواصل إسرائيل، بدعم أمريكي كامل، حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، تشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، في تجاهل تام للنداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وقد أسفرت هذه الحرب حتى الآن عن:

أكثر من 190 ألف شهيد وجريح

أكثر من 11 ألف مفقود

مئات آلاف النازحين

مجاعة حصدت أرواح عشرات الأطفال

ورغم هذه الأرقام الكارثية، فإن الاحتلال يواصل عدوانه، في ظل فشل ذريع في تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية، وتزايد الأصوات الرافضة من داخل المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية.