-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
استخدام الجوع كسلاح في غزة: جريمة حرب بصمت دولي
انهيار نفسي جماعي: الوجه الخفي للمجاعة
استخدام الجوع كسلاح في غزة: جريمة حرب بصمت دولي
-
1 يوليو 2025, 8:32:56 ص
-
573
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
خاص موقع 180تحقيقات
جيل يُكسر تحت وطأة الجوع والحرمان
في الوقت الذي يعتبر فيه القانون الدولي استخدام الأسلحة المحظورة جريمة حرب، يبرز سؤال أخلاقي وإنساني ملحّ: ماذا عن استخدام الجوع كأداة قمع جماعي؟، في غزة، لا تُستخدم القنابل فقط، بل تُستخدم المجاعة كسلاح قاتل، يستهدف أكثر من مليوني إنسان، معظمهم أطفال ونساء، وسط حصار خانق ودمار شامل.
المجاعة: سلاح صامت يقتل ببطء
أصبح الجوع جزءًا من العدوان الإسرائيلي الممنهج على قطاع غزة، إذ يتم عرقلة دخول المساعدات، واستهداف نقاط توزيع الغذاء، وتحويلها إلى مصائد موت، ما أسفر عن استشهاد المئات وإصابة الآلاف أثناء محاولتهم الحصول على لقمة عيش.
وفي الوقت ذاته، تُمنع الإمدادات الطبية والإنسانية من الوصول، مما يجعل المجاعة أداة فاعلة في إبادة جماعية صامتة، لا تقل فتكًا عن القصف اليومي.
بين المجاعة والقصف: غزة تموت ببطء
ما بين القصف الجوي والمدفعي المستمر، وانعدام الأمن الغذائي، يعيش سكان غزة على حافة الموت يوميًا. وحسب تقارير أممية، فإن مستويات الجوع في غزة وصلت إلى مرحلة “كارثية”، فيما يُحرم الأطفال من الحليب، والمرضى من العلاج، والمواطنون من أبسط مقومات الحياة.
ويُذكر أن مجمع الشفاء، أكبر مستشفيات القطاع، توقف عن تقديم خدمات غسيل الكلى بسبب نفاد الوقود، بينما يستقبل عشرات الضحايا يوميًا ممن جُرحوا في أثناء انتظار المساعدات.
انهيار نفسي جماعي: الوجه الخفي للمجاعة
إلى جانب الجوع والقصف، تتصاعد معدلات الاكتئاب والانهيار النفسي في القطاع بشكل غير مسبوق. فجيل كامل من الأطفال والمراهقين بات يعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة، القلق، ونوبات الهلع، وسط مشاهد الموت اليومي وغياب الأمان.
الأمهات لا يجدن ما يقدمنه لأطفالهن، والآباء يُجبرون على رؤية أطفالهم يتضوّرون جوعًا، دون قدرة على إنقاذهم. إنها معاناة تتجاوز حدود الاحتمال البشري، وتمثل وصمة عار في جبين العالم.
جريمة حرب بصيغة “العمل الإنساني”
في ظل ما يُسمى بـ"مبادرات إنسانية"، تتستر أطراف دولية خلف مشاريع مشبوهة مثل “مؤسسة غزة الإنسانية” ذات الطابع الأميركي–الإسرائيلي، التي تُستخدم كغطاء للقتل الجماعي تحت شعار توزيع المساعدات. إنها جريمة حرب موصوفة بكل المعايير القانونية والأخلاقية.
العالم يصمت... وغزة تنزف
رغم التحذيرات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية، لا تزال إسرائيل، بدعم مطلق من الولايات المتحدة، تمضي في استخدام المجاعة كسلاح إبادة. وفي غياب موقف حاسم من المجتمع الدولي، يبقى سكان غزة وحدهم في مواجهة آلة القتل الجماعي، بلا ماء، بلا غذاء، بلا دواء... وبلا صوت يسمع أنينهم.






