وزارة الصحة تُطلق تحذيرًا عاجلًا: ازدياد خطير في الإصابات

حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة من تصاعد خطير في حالات الإصابة بالتهاب السحايا (الحمى الشوكية)، وسط تدهور غير مسبوق في الوضع الصحي، نتيجة تواصل حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، وتزامنًا مع الحصار الخانق المفروض على السكان.

وأكدت الوزارة تسجيل عشرات الإصابات خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل نقص حاد في مياه الشرب النظيفة ومستلزمات النظافة، ما يسهل انتشار الأوبئة داخل أماكن الإيواء المكتظة والفاقدة لأبسط مقومات الصحة العامة.

انتشار بين الأطفال وتكدس سكاني حاد

قال الدكتور راغب ورش أغا، رئيس قسم الأطفال في مستشفيي النصر والرنتيسي، إن المستشفيات تشهد زيادة يومية في أعداد المصابين، لا سيما بين الأطفال، مشيرًا إلى أن الاكتظاظ السكاني الشديد وانعدام شروط النظافة هما العاملان الأساسيان في تفشي المرض.

وأضاف أن هذه الإصابات تحدث في ظل نقص شديد في الأدوية والمضادات الحيوية، ما يعيق تقديم العلاج المناسب ويهدد بحدوث تفشٍ واسع للمرض.

ما هو التهاب السحايا؟

الحمى الشوكية أو التهاب السحايا، هو التهاب يصيب الغشاء المحيط بالدماغ والحبل الشوكي، وتظهر أعراضه على شكل:

ارتفاع شديد في درجة الحرارة

صداع حاد

قيء متكرر

تيبس في الرقبة

حساسية مفرطة للضوء

تغير في مستوى الوعي والتركيز

ويُعالج المرض بالمضادات الحيوية الوريدية حسب نوع العدوى، لكن هذا العلاج أصبح شبه غائب في ظل الانهيار الصحي في غزة.

أرقام مقلقة وحالة صحية منهارة

أفادت وزارة الصحة أنه تم تشخيص 39 إصابة مؤكدة لدى أطفال في مجمع ناصر الطبي، بالإضافة إلى حالات أخرى في مستشفى شهداء الأقصى، وهو أعلى معدل إصابة يُسجل منذ بداية العدوان.

وأكدت الجهات الطبية أن القطاع الصحي ينهار يومًا بعد يوم بفعل الاستهداف المباشر للمستشفيات، والحصار، والتهجير القسري الذي أجبر أكثر من مليون ونصف فلسطيني على التكدس في مناطق ضيقة.

دعوات عاجلة لإنقاذ ما تبقى

وجّه الدكتور أغا مناشدة عاجلة للمنظمات الدولية والإنسانية للتحرك الفوري من أجل:

توفير مياه الشرب النظيفة

دعم المرافق الطبية بالأدوية والمستلزمات

تعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية كخط دفاع أولي ضد الأوبئة

كما حمّل المجتمع الدولي مسؤولية صمته إزاء ما وصفه بـ"الكارثة الصحية المركبة"، مؤكدًا أن استمرار هذا الوضع يهدد مستقبل جيل كامل في غزة.

معابر مغلقة ومساعدات محاصرة

ورغم تكدّس شاحنات المساعدات والإمدادات على حدود القطاع، تواصل سلطات الاحتلال إغلاق معابر غزة منذ 2 مارس/آذار الماضي، ولا تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط يوميًا، بينما يحتاج القطاع إلى 500 شاحنة يوميًا كحد أدنى لتلبية الحاجات الأساسية.