الاتحاد الوطني للصحفيين: التضامن لا يتجزأ

وقفة احتجاجية في ساو باولو تضامنًا مع الصحفيين الفلسطينيين وتنديدًا بالجرائم الإسرائيلية

profile
  • clock 30 أغسطس 2025, 1:43:16 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
وقفة احتجاجية في ساو باولو

محمد خميس

شهدت مدينة ساو باولو البرازيلية فعالية احتجاجية شارك فيها مئات الصحفيين والنشطاء والحقوقيين، تضامنًا مع الإعلاميين الفلسطينيين الذين يتعرضون لانتهاكات متواصلة في ظل الحرب على غزة، وتنديدًا بالجرائم الإسرائيلية بحق الصحافة الفلسطينية.


الوقفة جاءت بدعوة من نقابة الصحفيين في ساو باولو والاتحاد الوطني للصحفيين في البرازيل، وبالتنسيق مع مؤسسات فلسطينية وبرازيلية، في خطوة تهدف إلى لفت أنظار المجتمع الدولي إلى معاناة الصحفيين العاملين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

رسالة تضامنية من ساو باولو إلى فلسطين

تجمع المشاركون في قلب ساو باولو، حاملين لافتات كتب عليها: "الصحافة ليست جريمة" و*"العدالة للصحفيين الفلسطينيين"*، إلى جانب صور لعدد من الصحفيين الذين قُتلوا أو جُرحوا أثناء تغطية الأحداث في غزة.
وأكدت الكلمات التي ألقاها ممثلو النقابات البرازيلية أن ما يجري في فلسطين هو استهداف مباشر لحرية الصحافة، ومحاولة لإسكات الأصوات الحرة التي تنقل للعالم حقيقة ما يجري من انتهاكات وجرائم ضد المدنيين.

مشاركة واسعة من الصحفيين والنشطاء

الوقفة لم تقتصر على أعضاء النقابات الصحفية فقط، بل شارك فيها أيضاً نشطاء من مؤسسات حقوقية وممثلون عن الجالية الفلسطينية في البرازيل، إلى جانب حضور أكاديميين وطلاب جامعات مهتمين بحرية الإعلام وحقوق الإنسان.
هذا التنوع في المشاركين عكس حجم التضامن الشعبي والمهني في البرازيل مع القضية الفلسطينية، وخاصة مع الإعلاميين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لكشف الحقائق من قلب غزة.

نقابة الصحفيين في ساو باولو: الدفاع عن حرية الإعلام واجب عالمي

في بيانها الرسمي، أكدت نقابة الصحفيين في ساو باولو أن ما يتعرض له الصحفيون الفلسطينيون هو "انتهاك صارخ للقانون الدولي"، مشيرة إلى أن استهداف الإعلاميين يشكل جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها.
وأضاف البيان أن النقابة "تدين بشدة الصمت الدولي إزاء الجرائم المرتكبة ضد الصحافة"، وتطالب الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لحماية الصحفيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

الاتحاد الوطني للصحفيين: التضامن لا يتجزأ

من جانبه، شدد الاتحاد الوطني للصحفيين في البرازيل على أن حرية الصحافة "حق غير قابل للتفاوض"، وأن التضامن مع الإعلاميين الفلسطينيين هو جزء من الدفاع عن القيم الإنسانية المشتركة.
وأوضح ممثلو الاتحاد أن الوقفة الاحتجاجية في ساو باولو ليست سوى بداية لسلسلة فعاليات ستُقام في عدة مدن برازيلية، للتأكيد على وقوف البرازيل الشعبية إلى جانب فلسطين والإعلام الحر.

دعم من المؤسسات الفلسطينية والبرازيلية

الفعالية حظيت بدعم كبير من مؤسسات فلسطينية في البرازيل، إلى جانب جمعيات برازيلية تعمل في مجال حقوق الإنسان والتضامن الدولي.
وقد أكدت هذه المؤسسات أن ما يجري في غزة يتجاوز كونه حرباً عسكرية، ليصبح حرباً على الكلمة الحرة والصحافة المستقلة، إذ تسعى إسرائيل – بحسب قولهم – إلى تغييب الحقيقة ومنع العالم من رؤية ما يحدث داخل القطاع المحاصر.

استشهاد عشرات الصحفيين في غزة

خلال الوقفة، استعرض المنظمون تقارير توثّق مقتل العشرات من الصحفيين الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة. وأكدت هذه التقارير أن الصحفيين باتوا الخط الأمامي في كشف الجرائم والانتهاكات، وأن استهدافهم المتعمد يهدف إلى منع وصول الحقائق إلى المجتمع الدولي.
كما نُظّمت فقرة رمزية تم خلالها تلاوة أسماء بعض الصحفيين الذين قضوا أثناء أداء واجبهم، في مشهد مؤثر عبّر عن حجم التضحية التي يقدمها الإعلاميون الفلسطينيون.

الإعلام البرازيلي يخصص تغطية للفعالية

الوقفة في ساو باولو لقيت اهتماماً من وسائل الإعلام البرازيلية، حيث خصصت قنوات محلية وصحف كبرى تقارير موسعة عن الحدث، مشيرة إلى أن التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين يعكس التزام المجتمع البرازيلي بقيم العدالة وحرية التعبير.
وكتب بعض المعلقين في الصحف البرازيلية أن استهداف الصحفيين في غزة يثير قلقاً عالمياً بشأن مستقبل الصحافة الحرة في مناطق النزاع.

البعد الإنساني في التضامن

ما ميز الفعالية أيضاً هو حضور عائلات فلسطينية مقيمة في البرازيل، حمل أطفالها صوراً لصحفيين قضوا في غزة. هذا المشهد أعطى بعداً إنسانياً عميقاً للوقفة، وأبرز أن التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين ليس مجرد قضية مهنية، بل قضية إنسانية تمس ضمير العالم.

رسائل من الوقفة إلى المجتمع الدولي

المنظمون شددوا على أن رسالتهم الأساسية هي مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، عبر:

الضغط لوقف استهداف الإعلاميين في غزة.

تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جرائم الحرب ضد الصحافة.

ضمان وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.

الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحرية والعدالة.

الوقفة الاحتجاجية في ساو باولو لم تكن مجرد تجمع رمزي، بل خطوة عملية لإبراز معاناة الصحفيين الفلسطينيين الذين يواجهون الموت يومياً من أجل إيصال الحقيقة.
فمن خلال مشاركة مئات الصحفيين والنشطاء والنقابيين، ورسائل التضامن التي وجهت للعالم، أثبتت البرازيل مرة أخرى أنها تقف في صف العدالة والحرية.
إن ما يجري في غزة اليوم من استهداف للطواقم الإعلامية يمثل جريمة لن تُمحى من ذاكرة التاريخ، وعلى المجتمع الدولي أن يتجاوز مرحلة البيانات ويبدأ مرحلة الفعل، حمايةً للصحافة وحفظاً للكرامة الإنسانية.

التعليقات (0)