الشاب أيوب أبو الحصين ضحية جديدة لسياسة التجويع الإسرائيلية

في تطور مأساوي جديد يعكس حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي عن وفاة الشاب الفلسطيني أيوب أبو الحصين (29 عامًا) من مدينة خانيونس، متأثرًا بـ سوء تغذية حاد، ليكون أول شاب بالغ يُوثّق استشهاده بفعل سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة.

وأكد المكتب الإعلامي أن حالة الوفاة هذه تمثل "منعطفًا خطيرًا" في مسار المأساة، وتنذر بدخول مرحلة أكثر قسوة قد تمتد لتشمل البالغين، بعد أن كانت معظم الوفيات بسبب الجوع بين الأطفال والرضع فقط.

انهيار صحي شامل... وصور صادمة

وأظهرت صور نشرها مستشفى الكويت الميداني جثمان الشاب أبو الحصين، وقد تحول إلى هيكل عظمي بفعل فقدان الوزن الشديد، مشيرة إلى أنه وصل إلى المستشفى "جثة هامدة" بعدما عانى لفترة طويلة من سوء تغذية حاد، في ظل غياب الحليب والعلاج والغذاء الأساسي.

إسماعيل الثوابتة: التجويع جريمة إبادة ممنهجة

وقال إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي، إن "استشهاد الشاب أبو الحصين يمثل صدمة إنسانية كبيرة، ويجسد بوضوح فظاعة الجريمة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أن الجوع أصبح الآن يهدد جميع الفئات العمرية، بما في ذلك الشباب، وسط تكدس سكاني خانق وانعدام أبسط مقومات الحياة.

وأضاف: "هذه الحالة المفجعة تمثل وجهًا آخر من أوجه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، وهي وصمة عار في جبين المجتمع الدولي الصامت والمتقاعس".

تحذيرات من انتشار الموت في صفوف البالغين

وحذر الثوابتة من أن استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات منذ أكثر من 120 يومًا، يعني أن حالات الوفاة بسبب الجوع ستتضاعف، ما لم يتم التحرك الفوري والعاجل لإدخال الغذاء والدواء.

وأكد أن سياسة التجويع تنفذها إسرائيل بـ"وعي وإصرار"، في انتهاك فاضح للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية، مع غياب الردع والمحاسبة الدولية.

أطفال يموتون في صمت

يأتي هذا التطور بعد أيام من استشهاد:

الرضيعة جوري المصري (3 أشهر) في دير البلح بسبب عدم توفر الحليب العلاجي،

الرضيع نضال شراب (5 أشهر)،

الرضيعة كندة الهمص (10 أيام)،

جميعهم فقدوا حياتهم نتيجة سوء التغذية الحاد ونقص الأدوية في مشاهد مفجعة تُجسد حجم الإبادة الجماعية الصامتة التي تُرتكب بحق أطفال غزة.

أرقام كارثية ودعوات دولية

ووفقًا لبيانات صادرة عن اليونيسف، فإن 470 ألف طفل في قطاع غزة دخلوا فعليًا دائرة المجاعة منذ مارس الماضي، بينما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي أن 66 طفلًا على الأقل استشهدوا جراء الجوع منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023.