تكبير الخط تصغير الخط

حذر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مساء الجمعة، من أن المنطقة بحاجة إلى أن تكون في حالة تأهب قصوى لاحتمال انهيار وقف إطلاق النار القائم بين إيران وإسرائيل وتجدد الهجمات المتبادلة بين الجانبين.

وفي مقابلة مع قناة "A Haber" التركية، قال فيدان إن الحرب بين إيران وإسرائيل توقفت بعد 12 يوماً من التصعيد، لكن الهدنة الحالية "مبنية على افتراض القضاء على القدرة النووية الإيرانية"، مشددًا على ضرورة استمرار فترة الصمت الحالية وجعلها دائمة من خلال اتفاق بين إيران والولايات المتحدة.

وأشار الوزير التركي إلى أن هناك رغبة متبادلة لدى الطرفين – الإيرانيين والأمريكيين – في الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وأضاف أن الأوروبيين كذلك لديهم "عملية يرغبون في المضي بها مع الإيرانيين"، في إشارة إلى المساعي الدبلوماسية الأوروبية لتهدئة التوترات.

كما أوضح فيدان أن تركيا تتابع عن كثب جميع التطورات في المنطقة، وتشارك في العديد منها كوسيط، مؤكداً على دور بلاده النشط في جهود التهدئة والحوار.

وتطرق وزير الخارجية التركي إلى نتائج العملية العسكرية الأمريكية الأخيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية، قائلاً: "نتيجة للعملية العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة، أصبح من الواضح أن المنشآت النووية في إيران تعرضت لأضرار بالغة، وأصبحت غير صالحة للاستخدام". وأضاف: "يمكننا الآن أن نتحدث عن ضربة كبيرة للغاية استهدفت البرنامج النووي الإيراني".

رغم ذلك، شدد فيدان على أن التحدي الأكبر الذي يواجه الأطراف الآن هو التفاوض، متسائلًا: "عندما تجلس إيران إلى الطاولة، هل سيقتصر الأمريكيون على مناقشة القضية النووية، أم سيطرحون ملفات أخرى؟"، محذرًا من أن "إذا طُرحت ملفات أخرى، فلا أعتقد أن الإيرانيين سيناقشونها".

وأعرب الوزير التركي عن اعتقاده بأن المرحلة المقبلة ستشهد مفاوضات وجهودًا للتوصل إلى تفاهم مشترك، على غرار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. لكنه استدرك قائلاً: "لا أعتقد أنه سيتم النظر بإيجابية في الوقت الحالي، بعد مرور 12 يوماً على الحرب، إلى العروض التي تطالب باستسلام شامل، وتشمل إزالة القدرات غير النووية أيضاً".

وختم وزير الخارجية التركي تصريحاته بالتشديد على أن الحرب بين إيران وإسرائيل لا تؤثر على البلدين فحسب، بل تشمل تداعياتها المنطقة بأسرها، مؤكداً ضرورة التعاون الدولي والإقليمي لتجنب مزيد من التصعيد والحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.