-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
أنقرة وموسكو.. فيدان يبحث الأمن والطاقة في اليوم الثاني من زيارته
قراءة تحليلية في مسار التقارب الروسي التركي
أنقرة وموسكو.. فيدان يبحث الأمن والطاقة في اليوم الثاني من زيارته
-
27 مايو 2025, 1:56:33 م
-
453
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
فيدان
متابعة: محمد خميس
تعاون استراتيجي يتعزز: لقاءات مكثفة بين فيدان والقيادة الروسية
في إطار زيارة رسمية تستغرق يومين، يواصل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لقاءاته في العاصمة الروسية موسكو، حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين وكبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي، على أن يلتقي اليوم الثلاثاء نظيره الروسي سيرجي لافروف. وتأتي هذه الزيارة في توقيت حرج إقليمياً ودولياً، لتؤكد مجددًا أهمية الشراكة الروسية التركية في معالجة قضايا إقليمية معقدة تتراوح بين الحرب في أوكرانيا، والأوضاع الملتهبة في غزة، والملف السوري.
لافروف: الغرب يعرقل التعاون.. وروسيا متمسكة بشراكتها مع أنقرة
في تصريحات لافتة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن "ما يجري في غزة والضفة الغربية أمر غير مقبول"، مشيرًا إلى أن روسيا وتركيا تعملان بشكل مشترك لتعزيز التعاون الإقليمي، لا سيما في الشرق الأوسط وأفريقيا. وأضاف لافروف أن بلاده "تثمن جهود تركيا في ملف التسوية الأوكرانية"، مشيرًا إلى التزام روسيا الكامل بالاتفاقيات المتعلقة بالملاحة في البحر الأسود، في مقابل تقاعس أوكراني بدعم غربي.
وشدد لافروف على أن الرئيس بوتين أكد لفيدان تمسك روسيا بأجندة تعاون إيجابية، على الرغم من محاولات العرقلة الغربية، في رسالة تعكس عمق التنسيق الروسي التركي في مواجهة التحديات الدولية
فيدان: لا استقرار دون وقف الحرب في غزة
من جانبه، شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على أهمية استمرار المفاوضات المباشرة بين موسكو وكييف برعاية تركية في إسطنبول، مشيرًا إلى أن بلاده مستعدة لاستضافة جولات جديدة من المحادثات. لكنه حذر في الوقت نفسه من أن الاستقرار الإقليمي لن يتحقق دون وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإنهاء التصعيد في الضفة الغربية.
وأضاف فيدان أن بلاده متفقة مع روسيا على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، وهو ما يعكس توافقاً في الرؤى حول الملفات الساخنة في المنطقة.
غزة وأوكرانيا وسوريا.. قضايا معقدة على طاولة البحث
بحسب مصادر في وزارة الخارجية التركية، ناقش الرئيس الروسي ووزير الخارجية التركي مستجدات الحرب في أوكرانيا، خصوصًا في ما يتعلق بتأثير المفاوضات المباشرة التي استضافتها تركيا سابقًا. كما تطرق الطرفان إلى تداعيات الحرب في غزة، وسبل احتواء التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، وهو ما يعكس تحول أنقرة وموسكو إلى محورين أساسيين في البحث عن حلول للأزمات متعددة الأبعاد في المنطقة.
قراءة في ملف التقارب الروسي التركي: مصالح متقاطعة وشراكة متنامية
يؤشر تكرار اللقاءات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين إلى أن العلاقة بين موسكو وأنقرة تجاوزت إطار التحالفات الظرفية، لتتحول إلى شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد. فبينما تسعى روسيا إلى كسر عزلتها الدولية عبر تعزيز الروابط مع دول ذات ثقل إقليمي مثل تركيا، ترى أنقرة في موسكو شريكاً حيوياً في ملفات معقدة مثل الطاقة، والتجارة، والأمن الإقليمي.
هذا التقارب لا يخلو من التحديات، خصوصًا مع استمرار التباين في المواقف داخل حلف الناتو، لكن يبدو أن الطرفين نجحا حتى الآن في إدارة توازن دقيق بين المصالح والاختلافات.
شراكة براغماتية ترسم ملامح النظام الإقليمي الجديد
و تعكس زيارة هاكان فيدان إلى موسكو دينامية جديدة في العلاقات الدولية، يتداخل فيها الأمن بالطاقة، والسياسة بالتوازنات الجيوسياسية. وبينما تزداد ملفات المنطقة سخونة، يبدو أن موسكو وأنقرة ماضيتان في بناء شراكة واقعية قائمة على المصالح المشتركة والقدرة على التأثير الفاعل في القضايا المصيرية.










.jpg)