تكبير الخط تصغير الخط

• كتبت/ غدير خالد

شن وزير الاقتصاد في حكومة الاحتلال، نير بركات، هجومًا حادًا على دولة قطر، متهمًا إياها بدعم حركة المقاومة الإسلامية حماس، والسيطرة على قناة "الجزيرة"، إلى جانب ممارسة نفوذ واسع على المستوى الدولي، بما في ذلك التأثير على الرأي العام الغربي، وفق ما جاء في مقابلة له مع صحيفة "بيلد" الألمانية نُشرت اليوم الأحد.

اتهامات بالتمويل والتحريض الإعلامي

وقال بركات إن الدوحة تستثمر تريليونات الدولارات في حملات إعلامية ومؤسسات أكاديمية بهدف "حشد الرأي العام الدولي ضد إسرائيل"، على حد تعبيره، مضيفًا أن قطر تمثل "ذئبًا في ثوب حمل"، وتُعد المحرك الأكبر لما وصفه بـ"معاداة السامية" حول العالم.

كما اتهمها بأنها "أكبر ممول للإرهاب في العالم"، مشيرًا إلى دعمها لحماس وحزب الله، بالإضافة إلى "خلايا ومبادرات جهادية" أخرى، بحسب زعمه.

علاقات قطرية غربية تحت المجهر

انتقد بركات ما وصفه بالتناقض في السياسة القطرية، حيث قال إن الدوحة تحافظ على علاقات وثيقة مع الغرب، في الوقت الذي تدعم فيه جهات يعتبرها الكيان الصهيوني "معادية"، مشيرًا إلى أن هذا التوازن يمنح قطر نفوذًا كبيرًا في ملفات إقليمية حساسة، أبرزها العدوان المستمر على قطاع غزة.

وأضاف أن قناة "الجزيرة" تلعب دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام العالمي، وتُستخدم كأداة سياسية وإعلامية لتأجيج المواقف ضد الكيان الصهيوني، خاصة في ظل تصاعد الانتقادات الدولية للسياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

ردود فعل وتحذيرات من التصعيد

تصريحات بركات أثارت ردود فعل متباينة، حيث اعتبرها مراقبون محاولة لصرف الأنظار عن فشل حكومة الاحتلال في إدارة العدوان على غزة، الذي دخل يومه الـ723، وسط تزايد الضغوط الدولية لوقف العمليات العسكرية، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.

وفي هذا السياق، قال محلل سياسي في صحيفة "هآرتس":

"الهجوم على قطر يأتي في إطار تصعيد سياسي وإعلامي، يهدف إلى تحميل أطراف خارجية مسؤولية إخفاقات داخلية، خاصة في ظل التوتر بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية بشأن خطة إنهاء الحرب."

تصعيد إعلامي يعكس أزمة داخلية

تأتي تصريحات وزير الاقتصاد في وقت يشهد فيه الكيان الصهيوني انقسامات داخلية حول إدارة العدوان على غزة، ودور الأطراف الإقليمية والدولية في صياغة مستقبل القطاع. ويُنظر إلى الهجوم على قطر كجزء من حملة أوسع تهدف إلى إعادة تشكيل التحالفات، وتبرير استمرار العدوان، في ظل تراجع الدعم الدولي وتزايد المطالب بوقف التصعيد.