تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في تصعيد جديد ضد المنظومة الصحية في قطاع غزة، اتهمت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء الخميس، قوات الاحتلال الإسرائيلي بتعمد إخراج مجمع ناصر الطبي من الخدمة، من خلال إعلان محيطه منطقة عمليات، وتهديد حياة المرضى والمواطنين بإجبارهم على الإخلاء وسط حالة من الهلع والخوف.

الاحتلال يبلّغ السكان بإخلاء منطقة المستشفى

وأكدت وزارة الصحة، في بيان وصل إلى المركز الفلسطيني للإعلام، أن قوات الاحتلال أبلغت سكان منطقة مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس ومحيطها بأنها "منطقة إخلاء وعمليات عسكرية"، في خطوة تهدد استمرارية عمل المستشفى الوحيد المتبقي في المحافظة الجنوبية، والذي يقدم خدمات طبية حيوية.

وأشارت إلى أن هذا الإجراء تسبب بحالة من الهلع الشديد بين المرضى والمواطنين والكوادر الطبية، وهو ما يعكس سياسة ممنهجة لتدمير ما تبقى من النظام الصحي في قطاع غزة.

مخاطر كارثية لتوقف مجمع ناصر

وقالت الوزارة إن مجمع ناصر الطبي يُعدّ المؤسسة الصحية الوحيدة التي توفر خدمات تخصصية في المحافظة الجنوبية، بما في ذلك:

وحدة غسيل الكلى

حضانات الأطفال

غرف العناية المركزة

أقسام العمليات الجراحية

وأكدت الوزارة أن توقف هذا المرفق الحيوي يعني الحكم بالموت على مئات المرضى، ويفتح الباب أمام كارثة إنسانية حقيقية يصعب احتواؤها، في ظل تدهور الوضع الصحي العام بفعل العدوان والحصار المتواصل.

استهداف ممنهج للمنظومة الصحية في غزة

ولفتت وزارة الصحة إلى أن هذا التطور يُعد امتدادًا لسياسة إسرائيلية واضحة تهدف إلى تفريغ قطاع غزة تدريجيًا من مستشفياته، حيث تم تدمير معظم مرافق الشمال بشكل كامل، ويجري الآن استهداف محافظة الجنوب عبر ضرب البنى التحتية الصحية.

وأكد البيان أن الاحتلال يواصل بكل عنجهية تمرير خططه لضرب القطاع الصحي وإضعاف قدرة السكان على الصمود، في تحدٍّ سافر لكل المواثيق والمعاهدات الدولية.

نداء عاجل لحماية المؤسسات الصحية

وفي ظل هذا التصعيد، وجّهت وزارة الصحة نداءً عاجلًا إلى كافة الجهات الدولية والإنسانية المعنية، تطالب فيه بالتدخل الفوري لحماية المؤسسات الصحية، وضمان استمرار تقديم الرعاية الطبية للمرضى، ووقف الاستهداف المتعمد للكوادر والمنشآت الصحية.

إبادة جماعية وصمت دولي مستمر

يُذكر أن قوات الاحتلال ترتكب، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت عمليات قتل وتجويع وتهجير وتدمير واسع، في تجاهل تام للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب.

وقد خلف هذا العدوان أكثر من 182 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة فتكت بأرواح كثيرين، بينهم أطفال ومرضى.

استهداف المستشفيات هو استهداف مباشر للحق في الحياة، وتدمير مجمع ناصر الطبي إن تحقق، سيكون جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال، وتتطلب تحركًا دوليًا فوريًا قبل فوات الأوان.