-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
ورقة تقدير موقف: "مدينة الخيام" الإسرائيلية في رفح مشروع احتجاز جماعي يرقى إلى جريمة تهجير قسري
أهداف خفية للمخطط الإسرائيلي
ورقة تقدير موقف: "مدينة الخيام" الإسرائيلية في رفح مشروع احتجاز جماعي يرقى إلى جريمة تهجير قسري
-
10 يوليو 2025, 7:04:41 م
-
431
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
أصدر مركز الدراسات السياسية والتنموية، اليوم الخميس، ورقة تقدير موقف بعنوان: "مدينة الخيام في رفح: نموذج احتجاز جماعي أم تهجير قسري؟"، تناولت المخطط الإسرائيلي المعلن مؤخرًا لإنشاء منطقة تجميع ضخمة للنازحين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة، والذي أعلنه وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ويهدف إلى احتجاز نحو 600 ألف نازح في منطقة محددة بمدينة رفح، بعد إخضاعهم لفحص أمني ومنعهم من المغادرة.
التهجير القسري تحت غطاء "الاستجابة الإنسانية"
أكدت الورقة أن المشروع لا يمكن النظر إليه باعتباره استجابة إنسانية لحالة النزوح الواسعة في القطاع، بل هو امتداد لسياسة هندسة سكانية قسرية، تسعى إلى:
تفكيك النسيج الجغرافي والديمغرافي لغزة
فرض واقع ميداني جديد يُوظَّف سياسيًا في ترتيبات "ما بعد الحرب"
استخدام البنية "المؤقتة" كمخطط دائم لإدارة السكان
كما رأت الورقة أن المشروع يشكّل خرقًا واضحًا لاتفاقيات جنيف ومخالفة فادحة للقانون الدولي الإنساني، ويُحمّل الاحتلال مسؤولية جنائية دولية، خاصة أنه يستند إلى تصنيفات أمنية مسبقة تهدف للتحكم في مصير الفلسطينيين وحرمانهم من حرية التنقل والعودة.
"مدينة الخيام": وجه آخر لمعسكرات العزل
وقدّمت الورقة مقارنة تحليلية بين المخطط الإسرائيلي وبين معسكرات الاعتقال النازية في ألمانيا، محذرة من إعادة إنتاج منطق العزل والسيطرة الجماعية، باستخدام أدوات مثل:
الفحص الأمني المسبق
الخيام في بيئات مدمّرة بلا خدمات
السيطرة الكاملة على حركة السكان
تحييد أي وجود مدني مستقل داخل "المدينة"
وأكدت الورقة أن "مدينة الخيام" قد تتحول إلى أداة ضغط تفاوضي بيد الاحتلال ضمن ترتيبات "اليوم التالي"، ما يُضاعف من خطر بقاء الاحتلال في محاور استراتيجية مثل منطقة "موراج" جنوب القطاع.
أهداف خفية للمخطط الإسرائيلي
وحددت الورقة مجموعة من الأهداف الكامنة وراء المخطط الإسرائيلي، من أبرزها:
تفريغ مناطق الشمال والوسط من السكان الفلسطينيين
ضرب البنية المجتمعية والهوية الجماعية لأهالي غزة
احتكار السيطرة الجغرافية والأمنية
تحويل النزوح الإجباري إلى أمر واقع دائم
توصيات عاجلة ومطالب واضحة
وأوصت ورقة الموقف بعدد من التحركات العاجلة، أبرزها:
الضغط الدبلوماسي والقانوني لوقف تنفيذ المخطط فورًا
تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق الجريمة
رفض أي شكل من أشكال الوجود الإسرائيلي في محور موراج
تعزيز التوعية الإعلامية والشعبية لرفض الانخراط في هذه المشاريع
ضمان حق الفلسطينيين في العودة والعيش بكرامة داخل مناطقهم الأصلية
تحذير ختامي: خطر "نموذج الإدارة القسرية"
اختتم المركز ورقته بالتأكيد على أن الخطر لا يكمن فقط في إنشاء "مدينة خيام"، بل في تحويلها إلى نموذج دائم لإدارة السكان الفلسطينيين عبر سياسات الاحتجاز الجماعي والتجريد من الحقوق، ما يتطلب تحركًا وطنيًا ودوليًا عاجلًا لمنع تنفيذ هذا المخطط، الذي يشكل تهديدًا وجوديًا على مستقبل غزة كأرض وشعب وهوية.








