تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش بيانًا عاجلًا تدين فيه مقتل الصحفيين الفلسطينيين أنس الشريف ومحمد قريقع وزملائهم في غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، واصفة هذا القتل بـ"القتل الوقح" الذي يعكس الخطر الشديد الذي يواجهه الصحفيون الفلسطينيون في منطقة النزاع. كما كشفت المنظمة عن تجاهل الجيش الإسرائيلي التام لحياة المدنيين في غزة، مما يزيد من حجم الانتهاكات الإنسانية في القطاع.

استهداف الصحفيين: خطر متزايد على الإعلام الفلسطيني

أشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن مقتل أنس الشريف ومحمد قريقع، وكذا عدد من الصحفيين الآخرين، يظهر حجم المخاطر التي يتعرض لها الإعلاميون الفلسطينيون أثناء أداء مهامهم المهنية. وأكدت أن هذه الحوادث ليست مجرد حوادث عشوائية، بل تشير إلى استهداف متعمد يعكس قسوة المعارك وعدم احترام حرمة الصحفيين.

الصحفيون الفلسطينيون يمثلون "عيون وأصوات" غزة، حيث يعملون في ظروف بالغة الصعوبة مع قلة الموارد والخطر الدائم. ورغم ذلك، يستمرون في نقل الحقيقة بشجاعة في مواجهة قصف مستمر وحصار خانق، مما يجعل حياتهم معرضة للخطر بشكل مستمر.

تجاهل حياة المدنيين في غزة: انتهاك صارخ

في ذات السياق، أكدت هيومن رايتس ووتش أن الجيش الإسرائيلي يتجاهل تمامًا الحياة المدنية في قطاع غزة خلال عملياته العسكرية. وأوضحت المنظمة أن الهجمات المتكررة تستهدف مناطق مكتظة بالسكان، وتؤدي إلى وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين، من بينهم أطفال ونساء.

هذا التجاهل لقواعد القانون الدولي الإنساني، التي تحمي المدنيين أثناء النزاعات المسلحة، يفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من معاناة سكان غزة، ويثير انتقادات دولية واسعة.

القتل الوقح والتبعات القانونية

استخدام تعبير "القتل الوقح" من قبل هيومن رايتس ووتش يعكس إدانتهم الشديدة لهذا النوع من الانتهاكات، التي قد ترقى إلى جرائم حرب. دعت المنظمة إلى إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة لضمان محاسبة المسؤولين عن استهداف الصحفيين والمدنيين في غزة.

كما طالبت المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات واحترام القوانين الدولية، مؤكدة أن الإفلات من العقاب يشجع على استمرار مثل هذه الأعمال الوحشية.

تأثير الاستهداف على حرية الصحافة

إن استهداف الصحفيين يهدد حرية الصحافة ويحد من قدرة الإعلام على نقل الحقيقة، مما يؤدي إلى تقويض الحق الأساسي للمجتمع الدولي في معرفة ما يحدث على الأرض. وأوضحت هيومن رايتس ووتش أن حرية الإعلام تمثل ركيزة أساسية للشفافية والمساءلة في أوقات النزاع.

دعوة لوقف العنف وحماية المدنيين

اختتمت هيومن رايتس ووتش بيانها بنداء عاجل لوقف العنف وحماية المدنيين في غزة، بما في ذلك الصحفيين الذين يتحملون مسؤولية كبيرة في نقل الوقائع الإنسانية والسياسية. دعت إلى فتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية وضمان احترام الحماية الدولية.