تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن روسيا شنت هجومًا واسعًا بطائرات مسيرة ليلة العاشر من سبتمبر الجاري، استهدف الأراضي البولندية، في إطار تصعيد عسكري متواصل ضد أوكرانيا. وبحسب زيلينسكي، فقد أطلقت روسيا 92 طائرة مسيرة خلال تلك الليلة، تمكنت 19 منها من عبور الحدود البولندية، بينما أسقطت القوات الأوكرانية الباقي قبل وصولها إلى أهدافها.

بولندا تغلق مطاراتها وترد بإسقاط المسيرات

في أعقاب الهجوم، أعلنت السلطات البولندية إغلاق أربعة من مطاراتها الرئيسية، كإجراء احترازي بعد اختراق طائرات مسيرة روسية لمجالها الجوي. ووصفت بولندا ما جرى بأنه "انتهاك متكرر" من قبل روسيا، مؤكدة أنها استخدمت أسلحة دفاعية لإسقاط الطائرات التي اخترقت الأجواء، في ظل تصاعد العدوان الروسي على أوكرانيا.

وقالت قيادة العمليات بالقوات المسلحة البولندية في بيان رسمي عبر منصة "إكس":

"خلال الهجوم الذي شنته روسيا الاتحادية على أهداف في أوكرانيا، انتهكت طائرات مسيرة مجالنا الجوي بشكل متكرر، وقد تم استخدام الأسلحة اللازمة لإسقاطها، والعمليات لا تزال جارية لتحديد مواقع الحطام."

كييف تؤكد استمرار الدعم الدفاعي لبولندا

من جهتها، أكدت أوكرانيا أنها تعمل على تعزيز التنسيق الدفاعي مع بولندا، في ظل التهديدات المتزايدة التي تطال دول الجوار. وقال زيلينسكي إن "العدوان الروسي لا يستهدف أوكرانيا وحدها، بل يسعى إلى زعزعة أمن أوروبا بأكملها"، مشيرًا إلى أن ما حدث في بولندا يُعد امتدادًا لسياسة الاحتلال التي تنتهجها موسكو في الأراضي الأوكرانية.

مخاوف أوروبية من توسع دائرة الاستهداف

أثار الهجوم الروسي على بولندا قلقًا واسعًا في الأوساط الأوروبية، خاصة مع تكرار حوادث اختراق المجال الجوي لدول مجاورة لأوكرانيا. وتخشى دول الاتحاد الأوروبي من أن تتحول هذه الهجمات إلى نمط دائم، يهدد الأمن الإقليمي ويُعقّد جهود التهدئة.

وفي سياق متصل، عبّر مراقبون عن استغرابهم من صمت بعض القوى الدولية تجاه هذه الانتهاكات، في حين تُبدي مواقف صارمة تجاه قضايا أخرى، مثل العدوان المستمر الذي يشنه الكيان الصهيوني على قطاع غزة، والذي خلّف آلاف الضحايا من المدنيين.

تصعيد متعدد الجبهات يهدد الاستقرار الدولي

الهجوم الروسي على بولندا يعكس تصعيدًا خطيرًا في الحرب على أوكرانيا، ويُظهر أن الاحتلال العسكري لا يقتصر على الأراضي الأوكرانية، بل يمتد إلى دول الجوار، ما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لردع هذه السياسات. وقال مسؤول أوروبي في تصريح مقتضب:

"ما يحدث اليوم هو اختبار حقيقي لمدى قدرة المجتمع الدولي على حماية الأمن الإقليمي، ووقف العدوان المتكرر على الدول المستقلة."

وتبقى الساعات المقبلة حاسمة في تحديد اتجاهات الرد الأوروبي، وسط ترقب لما ستؤول إليه التطورات الميدانية.